responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 386

فقلت للمرأة: و اللّه ما علمت شيئا، و لا قالا لي شيئا!فقالت لي: بلى لن تريدي شيئا إلا كان. خذي هذا القمح فابذريه، فأخذته فبذرته. و قلت له: اطلع فطلع ثم قلت استحصد فاستحصد، ثم قلت: انطحن فانطحن، ثم قلت: انخبز فانخبز. فلما رأيت أني لا أقول شيئا إلا كان سقط في يدي فندمت، و اللّه يا أم المؤمنين ما فعلت قط و لا أفعله أبدا. فسألت أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فما دروا ما يقولون لها، و كلهم هاب أن يفتيها بما لا يعلم إلا أنهم قالوا لها: لو كان أبواك حيين أو أحدهما لكانا يكفيانك. ثم قال الحاكم: صحيح انتهى.

قال هشام بن عروة، و هو راوي الحديث، عن أبيه عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها، أنهم كانوا أي الصحابة رضي اللّه عنهم أهل ورع و خشية للّه، و بعد من التكلف و الجراءة على اللّه، فلذلك أمسكوا عن الفتيا لها و لو جاءتنا اليوم لوجدت الأمر بخلاف ذلك. قال بعض الحنابلة:

قلت: فقد بان بهذا أن السحر و الإيمان لا يجتمعان في قلب، و لا يصير ساحرا و في قلبه إيمان، فاعتبر بحال هذه المرأة المسكينة كيف ألقاها الشيطان و الهوى و النفس الأمارة بالسوء، في ورطة هلكة لا تجبر مصيبتها، و هذا دأب المعاصي تنكس الرءوس و توجب الحبوس، و تضاعف البؤس، و لقد أحسن القائل حيث قال:

إذا ما دعتك النفس يوما لحاجة # و كان عليها للخلاف طريق

فخالف هواها ما استطعت فإنما # هواها عدو و الخلاف صديق‌

تذنيب‌

: للسحر حقيقة و تأثير و قيل لا، و الصحيح أن الصواب الأول، دل عليه ظاهر القرآن و السنة. قال المازري: اختلف العلماء في القدر الذي يقع به السحر، و لهم فيه اضطراب، فقال بعضهم: لا يزيد تأثيره على قدر التفريق بين المرء و زوجه، لأن اللّه تعالى إنما ذكر ذلك تعظيما لما يكون عنده، و تهويلا له في حقنا فلو وقع به أعظم منه لذكره، لأن المثل لا يضرب عند المبالغة، إلا بأعلى أحوال المذكور. و مذهب الأشعريين أنه يجوز أن يقع به أكثر من ذلك، قال: و هذا هو الأصح، لأنه لا فاعل إلا اللّه تعالى، و ما وقع من ذلك فهو عادة أجراها اللّه تعالى، و لا تفترق الأفعال في ذلك و ليس بعضها أولى من بعض، و لو ورد الشرع بقصوره عن مرتبة، لوجب المصير إليه.

و لكن لا يوجد شرع قاطع بوجوب الاقتصار على ما قال القائل الأول، و ذكر التفرقة بين الزوجين في الآية ليس بنص في منع الزيادة و إنما النظر في أنه ظاهر أم لا. فإن قيل: إذا جوزت الأشعرية خرق العادة على يد الساحر، فبما ذا يتميز عن النبي؟فالجواب أن العادة تنخرق على يد النبي و الولي و الساحر، لكن النبي يتحدى الخلق بها، و يستعجزهم عن الاتيان بمثلها، و يخبر عن اللّه تعالى بخرق العادة بها لتصديقه، فلو كان كاذبا لم تنخرق على يديه، و لو خرقها اللّه على يد كاذب لخرقها على يد المعارضين للأنبياء، و أما الولي و الساحر فلا يتحديان الخلق، و لا يستدلان على نبوة، و لو ادعيا شيئا من ذلك، لم تنخرق العادة لهما.

و أما الفرق بين الولي و الساحر، فمن وجهين أحدهما، و هو المشهور، اجماع المسلمين على أن‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 386
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست