responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 361

رقدوا، فنظرت إلى الزاوية فإذا فيها قنفذ، فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج. و رواه الإمام أحمد و البزار و رجال أحمد رجال الصحيح.

فائدة

: روى البيهقي، في أواخر دلائل النبوة، عن أبي دجانة و اسمه سماك بن خرشة قال:

شكوت إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم، أني نمت في فراشي، فسمعت صريرا كصرير الرحى و دويا كدوي النحل، و لمعا كلمع البرق، فرفعت رأسي فإذا أنا بظل أسود يعلو و يطول في صحن داري فمسست جلده، فإذا هو كجلد القنفذ فرمى في وجهي مثل شرر النار. فقال صلى اللّه عليه و سلم: «عامر دارك يا أبا دجانة» . ثم طلب صلى اللّه عليه و سلم دواة و قرطاسا، و أمر عليا رضي اللّه تعالى عنه أن يكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من يطرق الدار من العمار و الزوار، إلا طارقا يطرق بخير أما بعد فإن لنا و لكم في الحق سعة فإن كنت عاشقا مولعا، أو فاجرا مقتحما، فهذا كتاب اللّه ينطق علينا و عليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، و رسلنا يكتبون ما تمكرون، اتركوا صاحب كتابي هذا و انطلقوا إلى عبدة الأصنام، و إلى من يزعم أن مع اللّه إلها آخر، لا إله إلا هو كل شي‌ء هالك إلا وجهه، له الحكم و إليه ترجعون حم لا ينصرون حم عسق تفرق أعداء اللّه و بلغت حجة اللّه و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم فسيكفيهم اللّه و هو السميع العليم.

قال أبو دجانة رضي اللّه عنه: فأخذت الكتاب، و أدرجته و حملته إلى داري و جعلته تحت رأسي فبت ليلتي، فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة أحرقتنا بهذه الكلمات فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذه الكلمات، فلا عود لنا في دارك و لا في جوارك و لا في موضع يكون فيه هذا الكتاب، قال أبو دجانة: فقلت: و اللّه لا أرفعه حتى أستأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال أبو دجانة: فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت، من أنين الجن و صراخهم و بكائهم، حتى أصبحت فغدوت فصليت الصبح مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخبرته بما سمعت من الجن ليلتي، و ما قلت لهم؛ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: يا أبا دجانة ارفع عن القوم، فو الذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة. قال البيهقي: و قد ورد في حرز أبي دجانة رضي اللّه عنه حديث طويل، غير هذا موضوع، لا تحل روايته. و هذا الذي رواه البيهقي، رواه الديلمي الحافظ في كتاب الإنابة، و القرطبي في كتاب التذكار في أفضل الأذكار.

الحكم‌

: قال الشافعي: يحل أكل القنفذ لأن العرب تستطيبه، و قد أفتى ابن عمر بإباحته و قال أبو حنيفة و الإمام أحمد: لا يحل لما روى أبو داود وحده أن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما سئل عنه، فقرأ: قُلْ لاََ أَجِدُ فِي مََا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً [1] الآية فقال شيخ عنده: سمعت أبا هريرة رضي اللّه تعالى عنه يقول: ذكر القنفذ عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: «خبيث من الخبائث» [2] . فقال ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما: إن كان قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هذا فهو كما قال. قلت: و الجواب أن رواته مجهولون. قال البيهقي: و لم يرو إلا من وجه واحد ضعيف لا يجوز الاحتجاج به. و ما روي عن سعيد بن جبير، أنه قال: جاءت أم حفيد رضي اللّه تعالى عنها بقنفذ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فوضعته بين يديه، فنحاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و لم يأكله فهو مرسل. و قد روي مسندا


[1] سورة الأنعام: آية 145.

[2] رواه أبو داود: أطعمة 29، و ابن حنبل 2، 381.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست