نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 36
الذي أنزله اللّه تعالى على بني اسرائيل على القول المشهور و غلط الهذلي فظنه العسل فقال:
ألذ من السلوى إذا ما نشورها
و في صحيح البخاري في أحاديث الأنبياء و في مسلم في النكاح من حديث محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة رضي اللّه عنه و ذكر أحاديث، منها: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لو لا بنو اسرائيل لم يخنز اللحم، و لو لا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر أبدا» [1] . و معناه أنه لم يتغير اللحم أبدا و لم ينتن. قال العلماء: معناه أن بني إسرائيل لما أنزل اللّه عليهم المن و السلوى، نهوا عن ادخارهما فادخروا ففسد و أنتن و استمر من ذلك الوقت. و روى ابن ماجة عن أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «سيد طعام أهل الدنيا و أهل الجنة اللحم» [2] . و عنه رضي اللّه تعالى عنه: «ما أهدي للنبي صلى اللّه عليه و سلم لحم إلا قبله، و لا دعي إلى لحم إلا أجاب» [3] . و عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، أنه قال: «أطيب اللحم لحم الظهر» . و ما أحسن ما قال شيخنا برهان الدين القيراطي [4] :
لما رأيت سلوى عز مطلبه # عنكم و عقد اصطبارى صار محلولا
دخلت بالرغم مني تحت طاعتكم # ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا
الحكم
: يحل أكله بالإجماع.
الخواص
: قال ابن زهر: إذا علقت عينه على الأرمد شفي، و إن اكتحل بها نفع من وجع الكبد. و مرارته تخلط بزعفران مداف، و يطلى به على البهق الأسود، يقطعه. و زبله يسحق و يذر على القروح المتأكلة ينفعها، و إذا دفن رأسه في برج حمام، زال عنه سائر الهوام و رأسه إذا بخر به مكان أزال الأرضة منه.
التعبير
: السلوى تدل رؤيته على رفع النكد و النجاة من العدو، و نجاز الوعد و الخير و الرزق الهنيء بلا تعب و لا عناء لمن رآه أو ملكه. و ربما دلّت رؤيته على سلوى عن عشيق لأجل اسمه و ربما دلت رؤيته على كفران النعم و زوال المنصب و ضنك العيش لقوله تعالى: أَ تَسْتَبْدِلُونَ اَلَّذِي هُوَ أَدْنىََ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ[5] و اللّه أعلم.
السماني:
قال الزبيدي: هو بضم السين و فتح النون على وزن الحبارى، اسم لطائر يلبد بالأرض و لا يكاد يطير إلا أن يطار و السماني طائر معروف. و لا تقل سماني بالتشديد، و الجمع سمانيات و يسمى قتيل الرعد من أجل أنه إذا سمع الرعد مات و يقال: إن فرخه عند ما يخرج من البيض يطير من ساعته. و من عجيب أمره أنه يسكت في الشتاء، فإذا أقبل الربيع يصيح و يغتذي
[1] رواه البخاري: أنبياء 1-25، و ابن حنبل 2، 4، 3.