نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 351
بذلك، و بما شاهده من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و بما قاله الراهب. فأضعفت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما سمت له.
و قد تقدم للقلوص ذكر في لفظ الفلو في قوله صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه يربي الصدقة للمتصدق كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه» [1] . و القلوص أيضا الأنثى من النعام.
طائر مشهور، كنيته أبو زكرى و أبو طلحة، و هو حسن الصوت و الأنثى قمرية و الذكر ساق حر، و الجمع قماري غير مصروف. قال ابن السمعاني في الأنساب: القمرة بلدة تشبه الجص لبياضها و أظنها بمصر، منها الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري مصري روى عن مالك بن أنس و الليث بن سعد و غيرهما، مات فجأة سنة ثمان و تسعين و مائة.
و روى عنه محمد بن سلمة المرادي و غيره. قال: و القمري طائر منسوب إلى هذه البلدة.
هكذا ذكره صاحب المجمل. و قال ابن سيده: القمري طائر صغير من الحمام و الأنثى قمرية و جمعها قماري و قمر. انتهى.
و كان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنهما، لما طلق زوجته عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ينشد [2] :
أ عاتك لا أنساك ما ذرّ شارق # و ما ناح قمري الحمام المطوق
و لم أر مثلي طلق اليوم مثلها # و لا مثلها من غير جرم يطلق
أ عاتك قلبي كلّ يوم و ليلة # إليك بما تخفي النفوس معلق
لها خلق جزل و رأي و منصب # و خلق سوي في الحياة و منطق
فرق له أبوه و أمره أن يراجعها. و القصة في ذلك حسنة طويلة جدا، مذكورة في الاستيعاب و التمهيد و غيرهما.
و قال القزويني: إذا ماتت ذكور القماري لم تتزاوج إناثها بعدها، و تنوح عليها إلى أن تموت، و من العجب أن بيض القماري يجعل تحت الفواخت، و بيض الفواخت تحت القماري. و ذكر أن الهوام تهرب من صوت القماري. روى أبو المظفر بن السمعاني عن والده، قال: أنشدنا سعيد بن المبارك النحوي لنفسه:
أرى الفضل منّاح التأخر أهله # و جهل الفتى يسعى له في التقدم
كذاك أرى الخفاش ينجيه قبحه # و يحتبس القمري حسن الترنم
فائدة
: كان الإمام الشافعي رضي اللّه تعالى عنه جالسا بين يدي الإمام مالك بن أنس