نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 347
و حكمها
: حل الأكل بالإجماع، و عد الرافعي و الأصحاب، في كتاب الحج، القطا من الحمام فأوجبوا على المحرم إذا قتل الواحدة، شاة و إن كان لا مثل لها من النعم. قال الشيخ محب الدين الطبري: و كذلك عدها من الحمام الجوهري و المشهور خلافه.
الأمثال
: قالوا: «أنسب من قطاة» [1] . و هو من النسبة، و ذلك أنها إذا صوتت فإنها تنتسب، لأنها تصوت باسم نفسها فتقول: قطا قطا. و قالوا: «أصدق من القطاة» [2] و «أقصر من إبهام القطاة» . و قالوا: «لو ترك القطا ليلا لنام» [3] . و سبّبه أن عمرو بن امامة نزل على قوم من مراد فطرقوه ليلا فأثاروا القطا من أماكنها فرأتها امرأة طائرة، فنبهت زوجها فقال: إنما هذه القطا، فقالت: «لو ترك القطا ليلا لنام» . يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته. و قيل:
قالته امرأة يقال لها حذام لما رأت القطا طار ليلا قالت:
ألا يا قومنا ارتحلوا و سيروا # فلو ترك القطا ليلا لنام
فلم يلتفتوا إلى قولها و أخلدوا إلى مضاجعهم. فقام فيهم رجل و قال [4] :
إذا قالت حذام فصدّقوها # فإن القول ما قالت حذام
فنفر القوم و ارتحلوا و التجئوا إلى واد قريب منهم، فاعتصموا به حتى أصبحوا و امتنعوا من عدوهم. يضرب هذا البيت لمن ظهر منه الصدق. و حذام مبني على الكسر مثل أمس. و قالوا:
«بيض القطا يحضنه الأجدل» [5] و قد تقدم. و قالوا [6] : «ليس قطا مثل قطى» ، أي ليس الأكابر مثل الأصاغر.
الخواص
: إذا أحرقت عظام القطا، و أخذ من رمادها و أغلي بالزيت الحار، و طلي به رأس الأقرع و موضع داء الثعلب أنبت الشعر. و قال ابن زهر: إنه جربه. و لحمها عسر الهضم رديء الغذاء، و إذا أخذ رأسها و يبس و صرفي خرقة كتان جديدة، و علق على فخذ امرأة و هي نائمة أخبرت بجميع ما في نفسها، و بما فعلته فإن خلطت في الكلام فارم به عنها، لئلا تتوسوس، و إذا شق بطن قطاتين ذكر و أنثى و طبخ بطنهما و أخذ دسمهما و جعل في قارورة و دهن به إنسان، و هو لا يعلم أحب الداهن حبا شديدا.
خاتمة
: روى ابن حبان و غيره من حديث أبي ذر رضي اللّه تعالى عنه، و ابن ماجة من حديث جابر رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [7] : «من بنى للّه مسجدا و لو كمفحص قطاة، بنى اللّه تعالى له في الجنة بيتا» . و في صحيح مسلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [8] : «من بنى للّه مسجدا، بنى اللّه له بيتا في الجنة مثله» . مفحص القطاة بفتح الميم موضعها الذي تجثم فيه، و تبيض كأنها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، و الفحص البحث و الكشف، و خصصت القطاة