responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 346

و قدمها إلى الحيص بيص، فقال الحيص بيص للوزير: يا مولاي هذا الرجل يؤذيني، قال: كيف؟ قال: يشير إلى قول‌ [1] الشاعر:

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا # و لو سلكت سبل المكارم ضلت

أرى الليل يجلوه النهار و لا أرى # جلال المخازي عن تميم تجلّت

و لو أن برغوثا على ظهر قملة # يكرّ على صفي تميم لولت‌

و لأبي الفضل نوادر منها: أنه قعد يوما يأكل مع زوجته طعاما فقال لها: اكشفي رأسك. ففعلت، فقرأ سورة الإخلاص، فقالت: ما الخبر؟فقال: إذا كشفت المرأة رأسها لم تحضر الملائكة، و إذا قرئت سورة الإخلاص هربت الشياطين، و أنا أكره الزحمة على المائدة.

فائدة

: العرب تصف القطا بحسن المشي لتقارب خطاها، و مشيها يشبه مشي النساء الخفرات بمشيتهن. و من أحسن ما رأيت في ذلك قول هند بنت عتبة يوم أحد في غير رواية ابن هشام:

نحن بنات طارق # نمشي على النمارق

مشي القطا النواتق‌

إلى آخر الرجز كما رواه الزبير بن بكار كما سبق. قال السهيلي، في الروض: يقال: انهال تمثلت بهذا الرجز و إنه لهند بنت طارق بن فياض الأودية، قالته في حرب الفرس لإياد، فعلى هذا يكون إنشاده بنات طارق بالنصب على الاختصاص. كما قال:

نحن بني ضبة أصحاب الجمل.

و إن كانت أرادت النجم، فبنات مرفوع لأنه خبر مبتدأ، أي نحن شريفات رفيعات كالنجوم. قال: و هذا التأويل عندي بعيد لأن طارقا وصف للنجم لطروقه، فلو أرادته لقالت:

نحن بنات الطارق. إلا أني رأيت الزبير بن بكار قال، في كتاب أنساب قريش: حدثني يحيى بن عبد الملك الهرمزي، قال: جلست ليلة وراء الضحاك‌ [2] بن عثمان الجذامي، في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أنا متقنع، فذكر الضحاك و أصحابه قول هند يوم أحد نحن بنات طارق، ثم قالوا: ما طارق؟فقلت: النجم فالتفت الضحاك و قال: يا أبا زكريا كيف ذلك؟فقلت: قال اللّه تعالى: وَ اَلسَّمََاءِ وَ اَلطََّارِقِ، `وَ مََا أَدْرََاكَ مَا اَلطََّارِقُ، `اَلنَّجْمُ اَلثََّاقِبُ [3] كأنها قالت: نحن بنات النجم، فقال: أحسنت انتهى. و مرادها بالقطا النواتق الكثيرات الأولاد، قال الجوهري: نتقت المرأة إذا كثر ولدها، فهي ناتق و منتاق. و من هذا الحديث الذي رواه ابن ماجة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها، و أنتق أرحاما و أرضى باليسير» [4] .


[1] وفيات الأعيان: 6/56. و الأبيات للطرماح بن حكيم، شاعر الخوارج المتوفي سنة 125 هـ.

[2] الضحاك بن عثمان بن الضحاك الحزامي، من علماء قريش بأخبار العرب توفي بمكة سنة 180 هـ.

[3] سورة الطارق: الآيات 1، 2، 3.

[4] رواه ابن ماجة: نكاح 7.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست