responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 330

تزعم أن القراد يعيش سبعمائة سنة، و هذا من أكاذيبهم، و إنما الضجر منهم به دعاهم إلى هذا القول فيه.

و هو في الرؤيا

: يدل على الأعداء و الحساد الأخساء، و إن رأى الدلم منتشرا في الأرض و الرمل، فهو كذلك أيضا و اللّه تعالى أعلم.

القرد:

حيوان معروف، و كنيته أبو خالد و أبو حبيب و أبو خلف و أبو ربة و أبو قشة، و هو بكسر القاف و سكون الراء، و جمعه قرود، و قد يجمع على قردة، بكسر القاف و فتح الراء المهملة، و الأنثى قردة بكسر القاف و إسكان الراء، و جمعها قرد بكسر القاف و فتح الراء، مثل قربة و قرب.

و هو حيوان قبيح مليح ذكي سريع الفهم يتعلم الصنعة.

حكي أن ملك النوبة أهدى إلى المتوكل قردا خياطا، و آخر صائغا. و أهل اليمن يعلمون القردة القيام بحوائجهم حتى إن القصاب و البقال يعلم القرد حفظ الدكان حتى يعود صاحبه، و يعلم السرقة فيسرق.

نقل الشيخان عن القاضي حسين أنه قال: لو علم القرد النزول إلى الدار و إخراج المتاع، فنقب و أرسل القرد فأخرج المتاع، ينبغي أن لا يقطع لأن للحيوان اختيارا. و نقل البغوي في باب حد الزنا أن المرأة لو مكنت من نفسها قردا فوطئها. فعليها ما على واطئ البهيمة فتعزر في الأصح، و تحد في قول، و تقتل في قول.

فائدة

: قال ابن عباس و عكرمة رضي اللّه تعالى عنهم في قوله‌ [1] تعالى: اَلَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهُ أي أتقنه و قالا: ليست است القرد حسنة، و لكنها متقنة محكمة، فجميع المخلوقات حسنة، و إن تفاوتت إلى حسن و أحسن. قال اللّه تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسََانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ [2] . و القردة تلد في البطن الواحد العشرة، و الاثني عشر، و الذكر ذو غيرة شديدة على الإناث. و هذا الحيوان شبيه بالإنسان في غالب حالته، فإنه يضحك و يطرب و يقعى و يحكي، و يتناول الشي‌ء بيده، و له أصابع مفصلة إلى أنامل و أظافر، و يقبل التلقين و التعليم، و يأنس بالناس، و يمشي على أربع مشيه المعتاد و يمشي على رجليه حينا يسيرا، و لشفر عينيه الأسفل أهداب، و ليس ذلك لشي‌ء من الحيوان سواه.

و هو كالإنسان، و إذا سقط في الماء غرق كالآدمي الذي لا يحسن السباحة، و يأخذ نفسه بالزواج و الغيرة على الإناث، و هما خصلتان من مفاخر الإنسان و إذا زاد به الشبق، استمنى بفيه، و تحمل الأنثى أولادها، كما تحمل المرأة، و من سر هذا الحيوان أن الطائفة من هذا النوع، إذا أرادت النوم ينام الواحد في جنب الآخر، حتى يكونوا سطرا واحدا، و إذا تمكن النوم منها، نهض أولها من الطرف الأيسر، فإذا قعد صاح فينهض من كان يليه، و يفعل كفعله حتى يكون هذا إلى آخرهم، يفعلون ذلك في الليل كله مرارا، و سبب ذلك أنه يبيت في أرض و يصبح في أخرى، و فيه من قبول التأديب و التعليم ما لا يخفى. و لقد درب قرد ليزيد على ركوب الحمار، و سابق به


[1] سورة السجدة: آية 7.

[2] سورة التين: آية 4.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست