نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 300
لقوله عليه الصلاة و السلام: «الخيل معقود في نواصيها الخير» [1] . و ربما صادف رجلا جوادا، و ربما سافر لأن السفر مشتق من الفرس، فإذا كان حصانا تحصن من عدوه، و إن كان مهرا رزق ولدا جميلا، و إن كان كديشا ربما عاش زمانا، و إن كان برذونا توسط حاله و عاش لا يستغني و لا يفتقر، و إن كان الفرس حجرا تزوج إن كان أعزب امرأة ذات جمال و مال و نسل، و الأصيل شريف بالنسبة إلى غير الأصيل، و ربما دلت الفرس على الدار الحسنة البناء. و قال ابن المقري:
من رأى أنه ركب فرسا أشهب، نال عزا و نصرا على العدا، لأنه من خيل الملائكة. و الأدهم هم، و الأغر المحجل علم و ورع و دين، لقوله صلى اللّه عليه و سلم: «إنكم ستردون على يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء» [2] . و من ركب كميتا ربما شرب خمرا لأنه من أسمائها و من ركب فرسا لغيره، نال منزلته أو عمل بسنته خصوصا إن كان مركوبا معروفا يليق به انتهى.
و من رأى أنه يقود فرسا، فإنه يطلب خدمة رجل شريف، و لا خير في ركوب الفرس في غير محل الركوب كالسطح و الحائط و الحبس، و ربما دل الفرس الخصي على خادم و اعتبر بكل مركوب ما يليق فالسرج للفرس، و الكور للجمل و كذلك المحمل و الهودج و المحفة للبغال و البرادع للحمير، فمن ركب حيوانا بما لا يليق به من العدة، تكلف أو كلف غيره ما لا يطيق، و الدابة بلا لجام و لا مقود امرأة زانية، لأنها كيفما أرادت مشت. و كذلك الفرس العائز، و من رأى أنه يأكل لحم فرس نال ثناء حسنا و اسما صالحا، و قيل إنه مرض لصفرته، و من نازعه فرسه خرج عليه عبده و إن كان تاجرا خرج عليه شريكه، و من الرؤيا المعبرة أن رجلا أتى ابن سيرين رحمة اللّه تعالى عليه، فقال: رأيت كأني راكب على فرس قوائمه من حديد، فقال له ابن سيرين رحمه اللّه: توقع الموت و اللّه تعالى أعلم.
فرس البحر:
حيوان يوجد في نيل مصر، له ناصية كناصية الفرس، و رجلاه مشقوقتان كالبقر، و هو أفطس الوجه، له ذنب قصير، يشبه ذنب الخنزير، و صورته تشبه صورة الفرس، إلا أن وجهه أوسع و جلده غليظ جدا و هو يصعد إلى البر، فيرعى الزرع و ربما قتل الإنسان و غيره.
و حكمه
: حل الأكل لأنه كالخيل المتوحشة التي تعدو في غالب أحيانها.
الخواص
: إذا أحرق جلده و خلط بدقيق كرسنة، و إلي به داء السرطان أبرأه في ثلاثة أيام.
و مرارته إذا تركت في الماء ثلاثين يوما ثم سحق و اكتحل بها أربعة عشر يوما، أو أربعة و عشرين يوما بعسل لم تصبه النار، أذهبت الماء الأسود من العين. و سنة نافعة لوجع البطن، إذا علقت على من أشرف على الموت، من وجع المعدة من التخمة و الامتلاء، يبرأ بإذن اللّه تعالى. و جلده إذا دفن في وسط قرية لم يقع فيها شيء من الآفات، و إذا أحرق و جعل على الورم أذهبه و سكن وجعه.
التعبير
: الفرس البحري في الرؤيا يدل على كذب و أمر لا يتم.
فصل
: و البحر في الرؤيا يعبر بملك و حبس لمن وقع فيه، و لم يمكنه الخروج منه و برجل عالم