responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 284

العبادة و العافية و في الآخرة الجنة و المغفرة. و قيل: الحسنة نعيم الدنيا و نعيم الآخرة.

و في تاريخ ابن النجار و عوالي أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن المثنى بن أنس بن مالك الأنصاري قاضي البصرة و عالمها و مسندها، و هو من كبار شيوخ البخاري، من حديث الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «كان فيمن قبلكم رجل يأتي وكر طائر، كلما أفرخ أخذ فراخه فشكا ذلك الطائر إلى اللّه تعالى ما يفعل به، فأوحى اللّه تعالى إليه إن عاد فسأهلكه، فلما أفرخ ذلك الطير، خرج ذلك الرجل كما كان يخرج، فبينما هو في بعض الطريق سأله سائل فأعطاه رغيفا كان معه يتغذاه، ثم مضى حتى أتى الوكر و وضع سلمه ثم صعد فأخذ الفرخين و أبواهما ينظران إليه، فقالا: ربنا إنك لا تخلف الميعاد، و قد وعدتنا أنك تهلك هذا إذا عاد، و قد عاد و أخذ فرخينا و لم تهلكه، فأوحى اللّه إليهما، أ لم تعلما أني لا أهلك أحدا تصدق بصدقة في يومه بموتة سوء و قد تصدق» .

فائدة

: كانت رؤية فرخ الطائر سببا لتمني حنة امرأة عمران الولد، و ذلك أنها كانت عاقر لم تلد إلى أن عجزت، فبينما هي في ظل شجرة إذ رأت طائرا يزق فرخا فتحركت نفسها للولد و تمنته فقالت: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مََا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ [1] ، أي السميع لدعائي العليم بضميري، فنذرت أن تتصدق به على بيت المقدس، فيكون من سدنته و خدمته، و كان ذلك في شريعتهم جائزا فحملت بمريم، و هلك عمران و هي حامل‌ فَلَمََّا وَضَعَتْهََا، قََالَتْ: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهََا أُنْثى‌ََ وَ اَللََّهُ أَعْلَمُ بِمََا وَضَعَتْ وَ لَيْسَ اَلذَّكَرُ كَالْأُنْثى‌ََ وَ إِنِّي سَمَّيْتُهََا مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُهََا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهََا مِنَ اَلشَّيْطََانِ اَلرَّجِيمِ، `فَتَقَبَّلَهََا رَبُّهََا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَ أَنْبَتَهََا نَبََاتاً حَسَناً [2] و وصفها بأنها أحصنت فرجها. قال الزمخشري: إحصانا كليا عن الحلال و الحرام جميعا. كما قال‌ [3] تعالى: وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَ لَمْ أَكُ بَغِيًّا و قال السهيلي: أحصنت فرجها، يريد فرج القميص، أي لم يتعلق بثوبها ريبة، فهي طاهرة الأثواب، و فروج القميص أربعة: الكمان و الأعلى و الأسفل فلا يذهبن فكرك إلى غير هذا، و هذا من لطيف الكناية لأن القرآن أنزه معنى و أوجز لفظا، و ألطف إشارة، و أحسن عبارة، من أن يريد ما يذهب إليه و هم الجاهل، لا سيما و النفخ من روح القدس، بأمر القدوس، فأضف القدس إلى القدوس، و نزه المقدسة عن الظن الكاذب و الحدس و باللّه التوفيق.

فرع‌

: و من أحكام الفرخ أنه إذا غصب إنسان بيضا فحضنه دجاجه، كانت الفراخ لصاحب البيض لأنها من عين المغصوب، و قال أبو حنيفة رضي اللّه تعالى عنه: يضمن البيض و لا يرد الفراخ، و استدل على ذلك بأنه خلق سوى البيض، قال تعالى في سورة المؤمنون: ثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ [4] .

و في كتاب التحفة المكية للقاضي نصر العمادي، عن إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى أنه قال: بلغني أنه كان رجل من بني إسرائيل ذبح عجلا بين يدي أمه فأيبس اللّه يده، فبينما هو ذات


[1] سورة آل عمران: آية 35.

[2] سورة آل عمران: آية 36، 37.

[3] سورة مريم: آية 20.

[4] سورة المؤمنون: آية 14.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست