نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 255
الغنم:
الشاء لا واحد له من لفظه، و الجمع أغنام و غنوم و أغانم و غنم مغنمة أي كثيرة، هذه عبارة المحكم. و قال الجوهري: الغنم اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور و الإناث و عليهما جميعا، و إذا صغرتها ألحقتها الهاء فقلت: غنيمة، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها، إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم، يقال: له خمس من الغنم ذكور فتؤنث العدد، و إن عنيت الكباش إذا كان يليه من الغنم ذكور لأن العدد يجري في تذكيره و تأنيثه على اللفظ، لا على المعنى. و الإبل كالغنم في جميع ما ذكرناه، و قد أجاد الإمام الشافعي رضي اللّه تعالى عنه حيث يقول [1] :
سأكتم علمي عن ذوي الجهل طاقتي # و لا أنثر الدرّ النفيس على الغنم
فإن يسّر اللّه الكريم بفضله # و صادفت أهلا للعلوم و للحكم
بثثت مفيدا و استفدت ودادهم # و إلا فمخزون لدي و مكتتم
فمن منح الجهال علما أضاعه # و من منع المستوجبين فقد ظلم
روى عبد بن حميد بسنده إلى عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه تعالى عنه قال:
افتخر أهل الإبل و أهل الغنم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال عليه الصلاة و السلام: «السكينة و الوقار في أهل الغنم، و الفخر و الخيلاء في أهل الإبل» [2] . و هو في الصحيحين بألفاظ مختلفة منها «السكينة و الوقار في أهل الغنم و الفخر و الرياء في الفدادين أهل الخيل و الوبر» . و في لفظ «الفخر و الخيلاء في أصحاب الإبل و السكينة و الوقار في أصحاب الشاء» . أراد بالسكينة السكون، و بالوقار التواضع، و أراد بالفخر التفاخر بكثرة المال و الجاه، و غير ذلك من مراتب أهل الدنيا، و بالخيلاء التكبر و التعاظم. و منه قوله تعالى: إِنَّ اَللََّهَ لاََ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتََالٍ فَخُورٍ[3] و مراده بالوبر أهل الإبل لأنه لها كالصوف للضأن و الشعر للمعز، و لذلك قال اللّه تعالى: وَ مِنْ أَصْوََافِهََا وَ أَوْبََارِهََا وَ أَشْعََارِهََا أَثََاثاً وَ مَتََاعاً إِلىََ حِينٍ[4] و هذا منه صلى اللّه عليه و سلم إخبار عن أكثر حال أهل الغنم و أهل الإبل و أغلبه. و قيل: أراد به عليه الصلاة و السلام أي بأهل الغنم أهل اليمن، لأن أكثرهم أهل غنم، بخلاف ربيعة و مضر، فإنهم أصحاب إبل.
و روى [5] مسلم عن أنس رضي اللّه تعالى عنه، أن رجلا سأل النبي صلى اللّه عليه و سلم فأعطاه غنما بين جبلين، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا فو اللّه إن محمدا ليعطي عطاء رجل لا يخاف الفقر.
و قد تقدم في باب الدال المهملة في الكلام على الدجاج، الحديث الذي رواه ابن ماجة أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «أمر الأغنياء باتخاذ الغنم، و أمر الفقراء باتخاذ الدجاج» ، و قال عند اتخاذ الأغنياء الدجاج: «يأذن اللّه بهلاك القرى» [6] . و قد بينا معناه، في شرح سنن ابن ماجة، و بينا أن في إسناده علي بن عروة الدمشقي، و أن ابن حبان قال: كان يضع الحديث.