نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 253
و إذا الغزالة في السماء ترفّعت # و بدا النهار لوقته يترجل
أبدت لقرن الشمس وجها مثله # تلقى السماء بمثل ما تستقبل
أراد بالغزالة الشمس وقت ارتفاعها فيقال: طلعت الغزالة، و لا يقال غربت الغزالة. و قد أبدع الصفي الحلي في غلام قلع ضرسه و أجاد حيث قال [1] :
لحى اللّه الطبيب لقد تعدى # و جاء لقلع ضرسك بالمحال
أعاق الظبي في كلتا يديه # وسط كلبتين على غزال
و في سنن أبي داود، و من حديث ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، الذي رواه مسلم أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما قدم مكة، قال المشركون: إنه يقدم عليكم غدا قوم وهنتهم الحمى، فلما كان الغد جلسوا مما يلي الحجر، «فأمر النبي صلى اللّه عليه و سلم أصحابه أن يرملوا ثلاثة أشواط، و يمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم» [2] ، فقال المشركون: هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم، هؤلاء كأنهم الغزلان، فإن قيل: هذا الحديث يعارضه ما في صحيح مسلم، عن ابن عمر و جابر رضي اللّه عنهم قالا: «إن النبي صلى اللّه عليه و سلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إليه ثلاثة أطواف» [3] ، فالجواب أن حديث ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، كان في عمرة القضاء، سنة سبع قبل فتح مكة و كان أهلها مشركين حينئذ و حديث ابن عمر و جابر رضي اللّه تعالى عنهم كان في حجة الوداع، فيكون متأخرا فتعين الأخذ به، و هو الصحيح من المذهب.
و حكم الغزال الحل
كما تقدم في باب الظاء، في لفظ الظبي، و فيه إذا قتله المحرم أو في الحرم عنز. كذا في المحرر و المنهاج و التنبيه و المناسك و غيرها. و استدلوا لذلك بقضاء الصحابة رضي اللّه عنهم فيه بذلك. و الذي في زوائد الروضة، و صححه في شرح المهذب تبعا للإمام أن الغزال اسم للصغير من ولد الظباء ذكرا كان أو أنثى إلى أن يطلع قرناه، ثم الذكر ظبي و الأنثى ظبية، ففي الغزال ما في الصغار، فإن كان ذكرا فجدي و إن كان أنثى فعناق.
الأمثال
: قالوا: «أنوم من غزال» [4] لأنه إذا رضع أمه فروى امتلأ نوما، و قالوا: «تركت الشيء ترك الغزال لظله» [5] و ظله كناسه الذي يستظل به من شدة الحر، و هو إذا نفر منه لا يعود إليه البتة، و قالوا: «أغزل من غزال» ، و مغازلة النساء محادثتهن، و يوصف بالغزل غير الغزال من الحيوان كما قيل: