responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 25

أهلها فقال: «و الذي نفسي بيده للدنيا أهون على اللّه تعالى من هذه على أهلها» [1] . و روى البزار في مسنده عن أبي الدرداء رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم مر بدمنة قوم، فيها سخلة ميتة، فقال‌ [2] صلى اللّه عليه و سلم: «أ ما لأهلها فيها حاجة» ؟فقالوا: يا نبي اللّه لو كان لأهلها فيها حاجة ما نبذوها! قال صلى اللّه عليه و سلم «فو اللّه للدنيا أهون على اللّه من هذه السخلة على أهلها فلا ألفينها أهلكت أحدكم» . و في سيرة ابن هشام أن النبي صلى اللّه عليه و سلم، لما خرج هو و أصحابه إلى غزوة بدر، .. لقوا رجلا من الأعراب فسألوه عن الناس فلم يجدوا عنده خبرا، فقال له الناس: سلم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال: أو فيكم رسول اللّه؟قالوا: نعم فسلم عليه. ثم قال: إن كنت رسول اللّه فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه؟ فقال له سلمة بن سلامة بن وقش، و كان غلاما حدثا: لا تسأل رسول اللّه و أقبل علي فأنا أخبرك بذلك!ففي بطنها منك سخلة. فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «مه» .. فخشيت على الرجل ثم أعرض عن سلمة. و رواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة بزيادة و هو أنه قال لقي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم رجلا من أهل البادية و هو متوجه إلى بدر، لقيه بالروحاء فسأله القوم عن خبر الناس، فلم يجدوا عنده خبرا، فقالوا له: سلم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال: أو فيكم رسول اللّه؟قالوا: نعم فسلم عليه ثم قال: إن كنت رسول اللّه فأخبرني عما في بطن ناقتي هذه؟ فقال له سلمة بن سلامة بن وقش، و كان غلاما حدثا: لا تسأل رسول اللّه و أقبل علي فأنا أخبرك عن ذلك!نزوت عليها ففي بطنها سخلة منك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «مه» . فخشيت على الرجل ثم أعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلم يكلمه كلمة واحدة حتى قفلوا و استقبلهم المسلمون بالروحاء يهنونهم فقال سلمة: يا رسول اللّه ما الذي يهنئونك و اللّه إن رأينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعتقلة فنحرناها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «إن لكل قوم فراسة، و إنما يعرفها الأشراف» . ثم قال: هذا صحيح مرسل.

و يتصل بذكر الفراسة ما رواه الحاكم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، أنه قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرس في يوسف فقال لامرأته: أكرمي مثواه. و المرأة التي رأت موسى عليه السلام، فقالت لأبيها: يا أبت استأجره. و أبو بكر حين استخلف عمر رضي اللّه تعالى عنهما. قال الحاكم: فرضي اللّه تعالى عن ابن مسعود لقد أحسن في الجمع بينهم بهذا الإسناد الصحيح.

فرع‌

: السخلة المرباة بلبن كلبة، لها حكم الجلالة، يكره أكلها كراهة تنزيه على الأصح في الشرح الكبير، و الروضة و المنهاج. و به جزم الروياني و العراقيون. و قال أبو اسحاق المروزي و القفال: كراهة تحريم، و رجحه الإمام و الغزالي و البغوي و الرافعي في المحرر. و الجلالة هي التي تأكل العذرة و النجاسات سواء كانت من الإبل أو البقر أو الغنم أو الدجاج أو الأرز أو السمك، أو غير ذلك من المأكول.

و قد تقدم في باب الدال المهملة، في الدجاج، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «كان إذا أراد أن يأكل دجاجة أمر بها فربطت أياما ثم يأكلها بعد ذلك» [3] . و روى الدارقطني و الحاكم و البيهقي، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «نهى عن أكل الجلالة و شرب ألبانها حتى تحبس» [4] .


[1] رواه مسلم: زهد، و ابن حنبل 1-329.

[2] رواه ابن ماجة: زهد 3 و الترمذي: زهد 13.

[3] رواه البخاري: ذبائح 26، و مسلم: إيمان 9.

[4] رواه أبو داود: أطعمة 24. و ابن ماجة: ذبائح 11.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست