responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 249

حاوله الشيطان، كما نسخ كثير من القرآن و رفعت تلاوته و كان في إنزال اللّه تعالى لذلك حكمة.

و في نسخه حكم ليضل به من يشاء و يهدي به من يشاء، و ما يضل به إلا الفاسقين، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض، و القاسية قلوبهم و إن الظالمين لفي شقاق بعيد و ليعلم الذي أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم و إن اللّه لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.

فائدة أخرى‌

: روى الإمام محمد بن الربيع الجيزي، في مسند من دخل مصر من الصحابة، رضي اللّه تعالى عنهم، عن عقبة بن عامر رضي اللّه تعالى عنه، أنه قال: كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخدمه، فإذا أنا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتب، فقالوا: استأذن لنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فانصرفت إليه فأخبرته بمكانهم فقال صلى اللّه عليه و سلم: «ما لي و لهم يسألونني عما لا أدري إنما أنا عبد لا علم لي إلا ما علمني ربي عز و جل» ثم قال صلى اللّه عليه و سلم: «ابغني وضوءا» فتوضأ. ثم قام إلى مسجد في بيته فركع ركعتين، فلم ينصرف حتى عرفت السرور في وجهه و البشر. ثم قال صلى اللّه عليه و سلم: «اذهب فأدخلهم و من وجدت من أصحابي بالباب فأدخله معهم» قال: فأدخلتهم، فلما رفعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن شئتم أخبرتكم عما أردتم أن تسألوني قبل أن تتكلموا، و إن شئتم تكلموا به و أخبركم» . فقالوا: بل أخبرنا قبل أن نتكلم قال صلى اللّه عليه و سلم: «جئتم تسألونني عن ذي القرنين، و سأخبركم عما تجدونه مكتوبا عندكم إن أول أمره أنه غلام من الروم أعطي ملكا، فسار حتى بلغ ساحل أرض مصر، فابتنى عنده مدينة يقال لها الاسكندرية، فلما فرغ من بنائها، أتاه ملك فعرج به حتى استقله، فرفعه ثم قال له: انظر ما ذا ترى تحتك، قال: أرى مدينتي و أرى مدائن معها، ثم عرج به و قال: انظر ما ذا تحتك قال: قد اختلطت مدينتي مع المدائن فلا أعرفها، ثم زاد فقال: انظر فقال: أرى مدينتي وحدها لا أرى معها غيرها فقال له الملك: إنما تلك الأرض كلها، و الذي ترى محيطا بها هو البحر. و إنما أراد ربك عز و جل أن يريك الأرض و قد جعل لك سلطانا. و سوف يعلم الجاهل و يثبت العالم، فسار حتى بلغ مغرب الشمس، ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس، ثم أتى السدين، و هما جبلان لينان يزلق عنهما كل شي‌ء، فبنى السد، ثم جاء يأجوج و مأجوج ثم قطعهم فوجد قوما وجوههم وجوه الكلاب، يقاتلون يأجوج و مأجوج، ثم قطعهم فوجد قوما قصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب، ثم مضى فوجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار، ثم مضى فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة، ثم أفضى إلى البحر المحيط بالأرض» فقالوا: نشهد أن أمره كان هكذا كما ذكرت و إنا نجده هكذا في كتبنا.

و روي أن ذا القرنين، لما بنى السد و أحكمه، انطلق يسير حتى وقع على أمة صالحة يهدون بالحق و به يعدلون، مقسطة مقتصدة يقسمون بالسوية، و يحكمون بالعدل، و يتراحمون حالهم واحدة و كلمتهم واحدة، و أخلاقهم مستقيمة، و طريقتهم مستوية، و قبورهم بأبواب بيوتهم، و ليس لبيوتهم أغلاق، و ليس عليهم أمراء، و لا بينهم قضاة، و لا بينهم أغنياء و لا فقراء، و لا أشراف و لا ملوك، لا يختلفون و لا يتفاضلون، و لا يتنازعون و لا يتسابون، و لا يقتتلون و لا يضحكون، و لا يحزنون و لا تصيبهم الآفات التي تصيب الناس، و هم أطول الناس أعمارا، و ليس‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست