responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 244

أيضا، على الأصح، و به قطع جماعة، و غراب الزرع حلال على الأصح. و قد تقدم حكم العقعق و الغداف. و قال أبو حنيفة: الغربان كلها حلال. روى‌ [1] البخاري في صحيحه، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «خمس من الدواب ليس على قاتلهن جناح:

الغراب و الحدأة و الفأرة و الحية و الكلب العقور» . و في سنن ابن ماجة و البيهقي، عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها أنها قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «الحية فاسقة، و الفأرة فاسقة، و الغراب فاسق» [2] . و في سنن ابن ماجة أيضا قيل لابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما: أ يؤكل الغراب‌ [3] قال:

و من يأكله بعد قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيه إنه فاسق؟. و هذه الفواسق الخمس لا ملك لأحد فيها و لا اختصاص، كذا نقله الرافعي في كتاب ضمان البهائم، عن الإمام و أقره. و على هذا فلا يجب ردها على غاصبها.

الأمثال‌

: قال الشاعر:

و من يكن الغراب له دليلا # يمرّ به على جيف الكلاب‌

و قالوا: «لا أفعل كذا حتى يشيب الغراب» [4] ، أي لا أفعل أبدا، لأن الغراب لا يشيب أبدا.

روى الحافظ أبو نعيم في حليته، في ترجمة سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، أن رجلا ركب البحر فانكسرت السفينة فوقع في جزيرة، فمكث ثلاثة أيام لم ير أحدا، و لم يأكل و لم يشرب، فتمثل بقول القائل:

إذا شاب الغراب أتيت أهلي # و صار القار كاللبن الحليب‌

فأجابه صوت مجيب لا يراه:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه # يكون وراءه فرج قريب‌

فنظر فإذا سفينة قد أقبلت، فلوح إليهم فأتوه فحملوه، فأصاب خيرا كثيرا. و قالوا: «أبصر من غراب» [5] . زعم ابن الأعرابي أن العرب تسمي الغراب الأعور لأنه يغمض أبدا إحدى عينيه، و يقتصر على النظر بإحداهما من قوة بصره. و قال غيره: إنما سموه أعور لحدة بصره على طريق التفاؤل قال بشار بن برد الأعمى:

و قد ظلموه حين سمّوه سيدا # كما ظلم الناس الغراب بأعورا

و قد تقدم عن أبي الهيثم، أن الغراب يبصر من تحت الأرض، بقدر منقاره. و قالوا: «أخيل من غراب» [6] «و أزهى‌ [7] و أبكر من غراب‌ [8] » ، فإنه أشد الطير بكورا. و قالوا: «أبطأ من غراب


[1] رواه البخاري: صيد 7، و بدء الخلق 16، و رواه مسلم حج 66، و أبو داود مناسك 39 و الترمذي: حج 21.

[2] رواه ابن ماجة: 19، و ابن حنبل 6-209.

[3] رواه ابن ماجة: صيد 19.

[4] جمهرة الأمثال: 293.

[5] جمهرة الأمثال: 1/195.

[6] جمهرة الأمثال: 1/356.

[7] جمهرة الأمثال: 1/413.

[8] جمهرة الأمثال: 1/198.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست