نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 229
أبو منصور الديلمي من حديث أنس رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لا يقعن أحدكم على أهله كما يقع الحمار و ليكن بينهما رسول» قالوا: و ما الرسول؟قال: «القبلة و الكلام اللين» .
و في الحديث: «إذا أراد اللّه بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير» [1] . شبه لعظم ذنوبه بالحمار الوحشي، و قيل: أراد الجبل الذي بالمدينة اسمه عير و كان النبي صلى اللّه عليه و سلم يكرهه، فكان يضرب به المثل في المكروهات غالبا. و عير العين جفنها قال الشاعر:
زعموا أن كلّ من ضرب العير # موال لنا و أنّى الولاء
قال أبو عمرو بن العلاء: ذهب من كان يعرف معنى هذا البيت.
فائدة
: روي أن خالد بن سنان العبسي، لما حضرته الوفاة، قال لقومه: إذا أنا دفنت فإنه سيجيء عانة من حمير يقدمها عير فيضرب قبري بحافره، فإذا أنتم رأيتم ذلك فانبشوا عني فإني سأخرج فأخبركم بعلم الأولين و الآخرين، فلما مات و اتفق ما قاله لقومه أرادوا أن يخرجوه، فكره ذلك بعض ولده و قالوا: إنا نخاف أن ينسب إلينا إنا نبشنا قبر أبينا. و لو فعلوا لخرج إليهم و أخبرهم لكن أراد اللّه غير ذلك. و قد تقدم أن ابنته أتت النبي صلى اللّه عليه و سلم فبسط لها رداءه و قال لها: أهلا ببنت خير نبي أو نحو ذلك. و روي أنها سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقرأ قُلْ هُوَ اَللََّهُ أَحَدٌ[2] فقالت:
كأن أبي يقرأ هذا. و روي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «ذاك نبي أضاعه قومه» . و قال الشاعر يهجو رجلا:
لو كنت سيفا كنت غير عضب # أو كنت ماء كنت غير عذب
أو كنت لحما كنت لحم كلب # أو كنت عيرا كنت غير ندب
أي غير صريع في الحاجات.
الأمثال
: قالت العرب: «معيوراء تكادم الأعيار» [3] جمع عير، و التكادم التعارض، يضرب مثلا للسفهاء تتهارش. و قالوا [4] : «نجي عيرا سمنه» قال أبو زيد: زعموا أن حمرا كانت هزالا فهلكت في جدب، و نجا منها حمار، كان سمينا فضرب به المثل في الحزم قبل وقوع الأمر. أي انج قبل أن لا تقدر على ذلك. و يضرب أيضا لمن خلصه ماله من مكروه. و قالت العرب: قد حيل بين العير و النزوان يضرب لمن أيس منه. قال [5] الشاعر:
أهم بأمر الحزم لو أستطيعه # و قد حيل بين العير و النزوان
و ذكر ابن خلكان في ترجمة أبي أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري من ذلك شيئا ينبغي الوقوف عليه. قال: كان الصاحب بن عباد يود الاجتماع بأبي أحمد العسكري و لا يجد إليه سبيلا، فقال لمخدومه مؤيد الدولة بن بويه: إن عسكر مكرم قد اختلت أحوالها و أحتاج إلى أن أكشفها بنفسي، فأذن له في ذلك فلما أتاها توقع أن يزوره أبو أحمد المذكور فلم يزره فكتب