نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 214
الجوارح دابة و حشية أكبر من السنور، و أصغر من الكلب، و الجمع عنوق. يقال في المثل [1] :
«لقي عناق الأرض و أدنى عناق أي داهية» . يريد أنها من الحيوان الذي يصاد به إذا علم.
العنبس:
الأسد، و به سمي الرجل و هو فنعل من العبوس. و العنابس من قريش أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر، و هم ستة: حرب و أبو حرب و سفيان و أبو سفيان و عمرو و أبو عمرو و سموا بالأسد و الباقون يقال لهم الأعياص.
العنس:
الناقة القوية الصلبة و يقال هي التي اعنونس ذنبها، أي وفر. قاله الجوهري.
و العنسة أيضا اسم للأسد علم مشتق من العنوس قاله ابن سيده.
العنبر:
سمكة بحرية كبيرة يتخذ من جلودها الترس. و يقال للترس عنبر. و قد تقدم ذكرها في باب الباء الموحدة.
روى [2] البخاري عن جابر رضي اللّه تعالى عنه، قال: بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و أمر علينا أبا عبيدة، نلتقي عيرا لقريش، و زودنا جرابا فيه تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يطعمنا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟قال: كنا نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، و كنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبله بالماء فنأكله.
فانطلقنا على ساحل البحر، فرفع لنا شيء كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر. قال: فقال أبو عبيدة: إنها ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و في سبيل اللّه، و قد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا، و نحن ثلاثمائة، حتى سمنا، يعني تقوينا، و زال ضعفنا، و إلا فما كانوا سمانا قط، قال: و لقد رأيتنا نغترف من وقب عينيها بالقلال الدهن و نقتطع القطعة قدر التور. و لقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في عينها، و أخذ ضلعا من أضلاعها فأقامه، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها، و تزودنا من لحمها.
فلما قدمنا المدينة، أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فذكرنا ذلك له فقال: «هو رزق أخرجه اللّه لكم فهل معكم من لحمه فتطعمونا» ؟قال: فأرسلنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه فأكله.
و سرية أبي عبيدة هذه يقال لها سرية الخبط. و كانت في رجب سنة ثمان من الهجرة، و كان فيها عمر بن الخطاب و قيس بن سعد مع أبي عبيدة رضي اللّه تعالى عنهم. و حديثها رويناه في الغيلانيات و هو أن النبي صلى اللّه عليه و سلم بعث أبا عبيدة رضي اللّه تعالى عنه، في سرية فيها المهاجرون و الأنصار، ثلاثمائة رجل إلى ساحل البحر، إلى حي من جهينة، فأصابهم جوع شديد، فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزور، يوفيني الجزور هاهنا، و أوفيه التمر بالمدينة؟فجعل عمر يقول: وا عجبا لهذا الغلام لا مال له يدين في مال غيره!فوجد رجلا من جهينة، فقال له قيس:
يعني جزورا أوفيكه وسقا من تمر المدينة. فقال الجهني: و اللّه ما أعرفك، فمن أنت؟فقال: أنا ابن سعد بن عبادة بن دليم. فقال الجهني: ما أعرفني بنسبك، و ذكر كلاما، فابتاع منه خمس