و طبقك الأضراس في التثاؤب # يمنع من هذا لذي التجارب
أعني عروض القلح إن تقرحت # كذاك إن تحفّرت و اصطلمت
يغرغر العليل ذو الخناق # بمرق الضبار كالتّرياق
لا سيما إن شابه كشوث # لذي الخلاط نفعه موروث
ابلع من الصابون وزن درهم # تنج من القولنج غير المحكم
و امسح على الأضراس و الأسنان # لو كالها بطرف اللسان
و قد حرمت الأكل من لحم الفرس # شهرا و لا من هندبا تبغي الحرس
و ذاك عند رؤية الهلال # فتأمن الأضراس من أعلال
كذاك في كلّ هلال يجتلى # فإنها مأمنة من البلا
لا تغسلن ثيابك الكتانا # و لا تصد فيها كذا حيتانا
عند اجتماع النيرين تبلى # و في السرار فاتخذه أصلا
اتخذ البرمة من زجاج # من غير تلوين و لا علاج
و النار جزل إن تشا أو فحم # ينضج فيها اللحم ثم الشحم
و كرر الطبخ بها أياما # و أشهرا إن شئت أو أعواما
و ذاك سهل ليس بالعسير # من غير تقتير و لا تكثير
و تتخذ كحلا جديدا محرقا # منعما مصولا مروقا
و مثله من حجر الهنود # ذي الخاصة الجاذبة الحديد
مطيبا بالمسك طيب الإثمد # و اكحل به من شئت فرد مردود [1]
ثم اكتحل منه على مر المدى # لأنه لم يتخذ كحلا سدى
و اكحل المحبوب بالحديد # يهواك في الوقت بلا مزيد
فيسحر العينين منه فيرى # وجهك شمسا باهيا أو قمرا
و لا يكاد يستطيع صبرا # عنك و لو حرقت منه الصدرا
نشادر الدخان بالحمام # ينضحه الفخار من مسام
فريحه يقتل الأفاعي # من الهوام و الدبيب الساعي
و وزن مثقال إذا ما شربا # مع وزنه من الرجيع انتخبا
يخلص المسموم من مماته # من بعد يأس الأمر من حياته
هذا إذا دبر بالإتقان # بالسحق و الترويق في الأواني
و كلّ ما جاد بسحق فاعتبر # و فيه يا هذا تفهم و اختبر
مرارة الحية سمّ قاتل # و هي لملدوغ بها تقابل
إذا سقي المسموم منها حبه # نجا من السم بتلك الشّربه
[1] الإثمد: كحل العين.