نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 185
و قال المقدسي: من رأى عقابا ضربه بمخالبه، ناله شدة في ماله. و أكل لحم العقاب يدل على الحرص، و ربما دلت رؤيته، أعني العقاب، على رجل صاحب حرب، لا يأمنه قريب و لا بعيد. و إذا رؤي على سطح أو دار أو بيت فهو ملك الموت. و من ركب عقابا في منامه، و كان فقيرا نال خيرا، و إن كان غنيا أو من أشراف الناس، فإنه يموت، لأن في الزمان المتقدم، كانوا يصورون صورة الميت من الأغنياء و الأمراء، على صورة عقاب. و من رأى من النساء، كأنها ولدت عقابا، اتصل ولدها بالملك في خدمة أو صراع، و اللّه أعلم.
العقد:
الجمل الصغير القوائم، الطويل السنام، فإذا مشى مع الجمال، قصر عن طولها، و إذا برك معها طالها لطول سنامه، و لذلك يقول ثعلبة:
أرسلت فيها جملا لكالكا # يقصر مشيا و يطول باركا
العقال:
القلوص الفتية، و العقال زكاة العام من الإبل و الغنم. قال الشاعر:
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا # فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
العقرب:
دويبة من الهوام تكون للذكر و الأنثى بلفظ واحدة، واحدة العقارب. و قد يقال للأنثى: عقربة و عقرباء ممدود غير مصروف، و يصغر على عقيرب، كما تصغر زينب على زيينب و الذكر عقربان بضم العين و الراء، و هو دابة له أرجل طوال و ليس ذنبه كذنب العقارب قال [1]
الشاعر:
كأن مرعى أمكم إذ غدت # عقربة يكومها عقربان
أي ينزو عليها. و مكان معقرب بكسر الراء، ذو عقارب، و صدغ معقرب بفتح الراء، أي معطوف. و كنيتها أم عريط و أم ساهرة، و اسمها بالفارسية الرشك كما تقدم. و منها السود و الخضر و الصفر، و هن قواتل و أشدها بلاء الخضر. و هي مائية الطباع، كثيرة الولد، تشبه السمك و الضب. و عامة هذا النوع، إذا حملت الأنثى منه، يكون حتفها في ولادتها، لأن أولادها إذا استوى خلقها، تأكل بطنها و تخرج، فتموت الأم. و أنشدوا قول [2] الشاعر:
و حاملة لا يحمل الدهر حملها # تموت و ينمى حملها حين تعطب
و الجاحظ لا يعجبه هذه القول، و يقول: قد أخبرني من أثق به، أنه رأى العقرب تلد من فيها و تحمل أولادها على ظهرها، و هي على قدر القمل كثيرة العدد. قلت: و الذي ذهب إليه الجاحظ هو الصواب. و العقرب أشد ما تكون، إذا كانت حاملا، و لها ثمانية أرجل، و عيناها في ظهرها. و من عجيب أمرها أنها لا تضرب الميت و لا النائم، حتى يتحرك شيء من بدنه، فإنها عند ذلك تضربه. و هي تأوي إلى الخنافس و تسالمها، و ربما لسعت الأفعى فتموت، و هي يلسع بعضها بعضا فتموت، قاله الجاحظ. و في كتاب القزويني، أن العقرب إذا لسعت الحية فإن أدركتها
[1] الحيوان للجاحظ: 2/286، و البيت لإياس بن أرت الطائي.