responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 164

علمت رشدا؟قال: إنك لن تستطيع معي صبرا يا موسى، إني على علم من علم اللّه علمنيه لا تعلمه أنت!و إنك على علم علمكه اللّه لا أعلمه. قال: ستجدني إن شاء اللّه صابرا و لا أعصي لك أمرا. فانطلقا يمشيان على ساحل البحر، فقال: فرأيا سفينة فكلموهما أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي و علمك من علم اللّه، إلا كنقرة هذا العصفور. و في الرواية الأخرى إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. و عمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها! قال: أ لم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا؟قال: لا تؤاخذني بما نسبت و لا ترهقني من أمري عسرا. فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده، فقال موسى: أ قتلت نفسا زكية بغير حق لقد جئت شيئا نكرا. قال:

أ لم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟قال ابن عيينة: و هذا أوكد. فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه الخضر بيده، فقال موسى: لو شئت لاتخذت عليه أجرا، قال: هذا فراق بيني و بينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا.

قال‌ [1] النبي صلى اللّه عليه و سلم: «يرحم اللّه أخي موسى لوددنا أن لو صبر حتى يقص اللّه علينا من أنبائهما» و في الرواية الأخرى «يرحم اللّه موسى لو كان صبر، لقص علينا من أمرهما» . و عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر. قال: كذب عدو اللّه. حدثني أبي بن كعب، و ذكر الحديث، و ذكر قصة موسى و الخضر بطولها، قال: و جاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة، ثم نقر في البحر، فقال له الخضر: ما نقص علمي و علمك من علم اللّه إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. قال العلماء: لفظ النقص ليس هنا على ظاهره، و إنما معناه إنما علمي و علمك بالنسبة إلى علم اللّه كنسبة ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. قلت: و هذا على التقريب للإفهام، و إلا فنسبة علمهما أقل و أحقر.

و حكمه‌

: حل الأكل، قال عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه تعالى عنهما، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: «ما من إنسان يقتل عصفورة فما فوقها بغير حقها إلا سأله اللّه عنها» [2] . قيل: يا رسول اللّه و ما حقها؟قال: «أن يذبحها فيأكلها، و أن لا يقطع رأسها فيرمي به» . رواه النسائي.

و روى الحاكم عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إن قلب ابن آدم مثل العصفور يقلب في اليوم سبع مرات» . و من أحكام العصافير أنها على اختلاف أنواعها جنس واحد في باب الربا، و البطوط جنس و الكركي جنس و الحبارى جنس و الأوز جنس و الدجاج جنس و الحمام جنس، و تقدم في بابه.


[1] رواه البخاري: أنبياء 27، تفسير سورة 18-2-4، و رواه مسلم: فضائل 170.

[2] رواه النسائي: ضحايا 42، صيد 24. و الدارمي أضاحي 16.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست