نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 149
بلغ الغاية فأنشد الحجاج متمثلا:
أرادت عرارا بالهوان و من يرد # عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
فقال عرار: أيدك اللّه أنا عرار، فأعجب به.
و بذلك الاتفاق قلت: و هذه الحكاية نظير ما رواه الدينوري في المجالسة، و قال الحريري في الدرة: إن عبيد بن شرية الجرهمي، عاش ثلاثمائة سنة و أدرك الإسلام فأسلم، و دخل على معاوية بن أبي سفيان بالشأم، و هو خليفة، فقال له: حدثني بأعجب ما رأيت، قال: مررت ذات يوم بقوم يدفنون ميتا لهم، فلما انتبهت إليهم، اغرورقت عيناي بالدموع فتمثلت بقول [1] الشاعر:
يا قلب إنك من أسماء مغرور # فاذكر و هل ينفعنك اليوم تذكير
قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد # حتى جرت لك إطلاقا محاضير
فلست تدري و ما تدري أعاجلها # أدنى لرشدك أم ما فيه تأخير
فاستقدر اللّه خيرا و ارضين به # فبينما العسر إذا دارت مياسير
و بينما المرء في الأحياء مغتبط # إذ هو الرمس تعفوه الأعاصير [2]
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه # و ذو قرابته في الحي مسرور
قال: فقال لي رجل: أ تعرف من يقول هذه الأبيات؟قلت: لا و اللّه إلا أني أرويها منذ زمان.
فقال: و الذي تحلف به، إن قائلها صاحبنا الذي دفناه آنفا الساعة، و أنت الغريب الذي تبكي عليه و لست تعرفه، و هذا الذي خرج من قبره أمس الناس به رحما، و هو أسرهم بموته كما وصف.
فعجبت لما ذكره من شعره، و الذي صار إليه من قوله، كأنه ينظر من مكانه إلى جنازته. فقلت:
«إن البلاء موكل بالمنطق» [3] ، فذهبت مثلا. فقال له معاوية: لقد رأيت عجبا!فمن الميت؟قال:
هو عثير بن لبيد العذري.
باب العين المهملة
العاتق:
قال الجوهري: هو فرخ الطائر فوق الناهض، يقال أخذت فرخ قطاة عاتقا، و ذلك إذا طار و استقل. قال أبو عبيدة: نرى أنه من السبق، كأنه يعتق، أي يسبق انتهى. و قال ابن سيده: العاتق الناهض من فرخ القطا، و هو أول ما ينحسر ريشه الأول، و ينبت له ريش جديد. و قيل: العاتق من الحمام، ما لم يسن و يستحكم. و الجمع عواتق، و الفرس العتيق الرائع الكريم. و امرأة عتيقة أي جميلة كريمة. و في صحيح البخاري، عن ابن مسعود أنه كان يقول في سورة بني إسرائيل و الكهف و مريم و طه و الأنبياء، «أنهن من العتاق الأول، و هو من تلادي» . أراد بالعتاق جمع عتيق. و العرب تسمي كل شيء بلغ الغاية في الجودة عتيقا، يريد تفضيل هذه السور لما تتضمن من ذكر القصص و أخبار الأنبياء، و أخبار الأمم. و التلاد ما كان قديما من المال، يريد