نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 136
ابن لهيعة عن ابن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الجيلي، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، قال [1] : «من رجعته الطيرة عن حاجته، فقد أشرك» . قالوا: و ما كفارة ذلك يا رسول اللّه؟قال صلى اللّه عليه و سلم: «أن يقول أحدكم: اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك، و لا إله غيرك، ثم يمضي لحاجته» [2] .
تنبيه مهم
: جزم الإمام العلامة القاضي أبو بكر بن العربي، في الأحكام، في سورة المائدة، بتحريم أخذ الفأل من المصحف. و نقله القرافي عن الإمام العلامة أبي الوليد الطرطوشي، و أقره و أباحه ابن بطة من الحنابلة. و مقتضى مذهبنا كراهته.
و حكى الماوردي، في كتاب أدب الدين و الدنيا، أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، تفاءل يوما في المصحف فخرج له قوله تعالى: وَ اِسْتَفْتَحُوا وَ خََابَ كُلُّ جَبََّارٍ عَنِيدٍ[3] فمزق المصحف و أنشأ يقول [4] :
أتوعد كلّ جبار عنيد # فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربّك يوم حشر # فقل يا رب مزّقني الوليد
فلم يلبث إلاّ أياما يسيرة حتى قتل شر قتلة، و صلب رأسه على قصره، ثم أعلى سور بلده، كما تقدم في باب الهمزة في لفظ الأوز.
فائدة أخرى
: روى الترمذي و ابن ماجة و الحاكم، و صححوه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «لو توكلتم على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا» [5] معناه تذهب أول النهار ضامرة البطون من الجوع و ترجع آخر النهار ممتلئة البطون من الشبع. قال الإمام أحمد: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل فيه ما يدل على طلب الرزق، و إنما أراد، و اللّه أعلم، لو توكلوا على اللّه في ذهابهم و مجيئهم و تصرفهم، و علموا أن الخير بيده و من عنده، لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين، كالطير تغدو خماصا، و تروح بطانا، لكنهم يعتمدون على قوتهم و كسبهم، و هذا خلاف التوكل. و في الاحياء، في أوائل كتاب أحكام الكسب، قيل لأحمد: ما تقول في الذي يجلس في بيته أو مسجده و يقول:
لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؟فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم!أ ما سمع قول النبي صلى اللّه عليه و سلم:
«إن اللّه جعل رزقي تحت ظل رمحي» [6] . و قوله حيث ذكر الطير: «تغدو خماصا و تروح بطانا» [7] .
و كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، يتجرون في البر و البحر، و يعملون في نخيلهم. و القدوة بهم.
مسألة: أوصى للمتوكلين، أفتى ابن عباس بأن ذلك يصرف للزراع، فإنهم يحرثون و يضعون البذر في الأرض فهم متوكلون على اللّه تعالى، و يدل له ما روى البيهقي في الشعب، و العسكري في الأمثال، أن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، لقى ناسا من أهل اليمن،