responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 126

الناصية. و الذكر من الطواويس ملك أعجمي، فمن رأى أنه يواخي الطواويس، فإنه يواخي ملوك العجم، و ينال منهم جارية نبطية. و قال ارطاميدورس: الطواويس في الرؤيا تدل على أقوام صباح الوجوه، ضحاك السن. و قيل: الطاوس امرأة أعجمية غير مسلمة و اللّه أعلم.

الطائر:

واحد الطيور و الأنثى طائرة، و هي قليلة، و جمع الطير أطيار و طيور. و الطيران حركة ذي الجناحين في الهواء بجناحيه قال‌ [1] اللّه تعالى: وَ مََا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ، وَ لاََ طََائِرٍ يَطِيرُ بِجَنََاحَيْهِ، إِلاََّ أُمَمٌ أَمْثََالُكُمْ أي في الخلق و الرزق، و الحياة و الموت، و الحشر و المحاسبة، و الاقتصاص من بعضها لبعض كما تقدم. فإذا كان يفعل هذا بالبهائم، فنحن أحرى إذ نحن مكلفون عقلا. و قيل: أمم أمثالكم في التوحيد و المعروفة، قاله عطاء. و قوله بجناحيه تأكيد و إزالة للاستعارة المتعاهدة في هذه اللفظة، فقد يقال طائر للنحس و السعد. و قال الزمخشري: الغرض من ذكر ذلك، الدلالة على عظيم قدرة اللّه و لطف علمه، وسعة سلطانه و تدبيره، تلك الخلائق المتفاوتة و الأجناس المتكاثرة الأصناف، و هو حافظ لما لها و ما عليها، و مهيمن على أحوالها، لا يشغله شأن عن شأن. روى أحمد، باسناد صحيح عن أنس أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة» [2] . قال أبو بكر: يا رسول اللّه إن هذه الطير لناعمة قال صلى اللّه عليه و سلم:

«آكلها أنعم منها قالها ثلاثا و إني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها» [3] . و رواه الترمذي بنحو هذا اللفظ، و قال: إنه حسن. و روى البزار عن ابن مسعود أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا» . و في أفراد مسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» [4] . قال النووي: قيل مثلها في وقتها و ضعفها، كالحديث الآخر «أهل اليمن أرق و أضعف أفئدة» . و قيل في الخوف و الهيبة، لأن الطير أكثر الحيوان خوفا و فزعا، كما قال تعالى: إِنَّمََا يَخْشَى اَللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ اَلْعُلَمََاءُ [5] و كأن المراد قوم غلب عليهم الخوف، كما جاء عن جماعات من السلف من شدة خوفهم. و قيل: المراد متوكلون، و قيل: الطائر ما تيامنت به أو تشاءمت به، و أصله في ذي الجناح. و قالوا: طائر اللّه لا طائرك، فرفعوه على إرادة: هذا طائر اللّه، و فيه معنى من الدعاء. و طائر الانسان عمله، الذي قلده، و قيل: رزقه، و الطائر الحظ من الخير و الشر، و قوله تعالى: وَ كُلَّ إِنسََانٍ أَلْزَمْنََاهُ طََائِرَهُ فِي عُنُقِهِ [6] قيل: حظه، و قال المفسرون: ما عمل من خير أو شر ألزمناه عنقه، فلكل امرئ حظ من الخير و الشر، قد قضاه اللّه تعالى، فهو ملازم عنقه. و إنما قيل: للحظ من الخير و الشر طائر، لقول العرب: جرى له الطائر بكذا من الشر، على طريق الفأل. و في سنن أبي داود و غيرها عن أبي رزين، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «الرؤيا على جناح طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت» [7]

قال: و أحسبه قال: «و لا تعبرها إلا على ذي ود أو ذي رأي» .


[1] سورة الروم: آية 38.

[2] رواه ابن حنبل: 3-221.

[3] رواه الترمذي: جنة 10.

[4] رواه مسلم: جنة 27، و ابن حنبل 2، 331.

[5] سورة فاطر: آية 28.

[6] سورة الإسراء: آية 13.

[7] رواه أبو داود. ادب 88، و الترمذي: رؤيا 6، و ابن ماجة: رؤيا 11.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست