responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 122

حضن الدجاجة، يكون قليل الحسن، ناقص الخلق و ناقص الجثة، و مدة حضنه ثلاثون يوما، و فرخه يخرج من البيضة كالفروج كاسيا كاسبا، و قد أحسن الشاعر في وصفه حيث قال:

سبحان من من خلقه الطاوس # طير على أشكاله رئيس

كأنه في نقشه عروس # في الريش منه ركّبت فلوس

تشرق في داراته شموس # في الرأس منه شجر مغروس

كأنه بنفسج يميس # أو هو زهر حرم يبيس‌

و أعجب الأمور أنه مع حسنه يتشاءم به، و كأن هذا، و اللّه أعلم، أنه لما كان سببا لدخول إبليس الجنة، و خروج آدم منها، و سببا لخلو تلك الدار من آدم مدة دوام الدنيا، كرهت إقامته في الدور بسبب ذلك.

حكي أن آدم لما غرس الكرمة، جاء إبليس فذبح عليها طاوسا، فشربت دمه فلما طلعت أوراقها، ذبح عليها قردا فشربت دمه، فلما طلعت ثمرتها ذبح عليها أسدا فشربت دمه، فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا فشربت دمه، فلهذا شارب الخمر تعتريه هذه الأوصاف الأربعة، و ذلك أنه أول ما يشربها و تدب في أعضائه، يزهو لونه و يحسن كما يحسن الطاوس فإذا جاءت مبادي السكر لعب و صفق و رقص، كما يفعل القرد فإذا قوي سكره جاءت الصفة الأسدية، فيعبث و يعربد و يهذي بما لا فائدة فيه ثم يتقعص كما يتقعص الخنزير، و يطلب النوم و تنحل عراقوته.

فائدة

: طاوس بن كيسان فقيه اليمن كان اسمه ذكوان، فلقب بطاوس لأنه كان طاوس القراء و العلماء. و قيل: اسمه طاوس و كنيته أبو عبد الرحمن، كان رأسا في العلم و العمل، من سادات التابعين أدرك خمسين صحابيا من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم، و سمع ابن عباس و أبا هريرة و جابر بن عبد اللّه و عبد اللّه بن الزبير، و روى عنه مجاهد و عمرو بن دينار و عمرو بن شعيب، و محمد بن شهاب الزهري و آخرون.

قال ابن الصلاح، في رحلته: روينا عن الزهري، أنه قال: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟قلت: من مكة، قال: فمن خلفت بها يسود أهلها؟ قال: قلت: عطاء بن أبي رباح. قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت: من الموالي. قال: فبم سادهم؟قلت: بالديانة و الرواية. فقال: إن أهل الديانة و الرواية ينبغي أن يسودوا الناس. قال:

فمن يسود أهل اليمن؟قلت: طاوس بن كيسان، قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت: من الموالي. قال: فبم سادهم؟قلت: بما سادهم به عطاء. قال: من كان كذلك ينبغي أن يسود الناس.

قال: فمن يسود أهل مصر؟قلت: يزيد بن أبي حبيب، قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت:

من الموالي. فقال: كما قال في الأولين. ثم قال: فمن يسود أهل الشأم؟قلت: مكحول الدمشقي، قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت: من الموالي عبد نوبي، أعتقته امرأة من هذيل.

فقال كما قال، ثم قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟قلت: ميمون بن مهران. قال: فمن العرب أم من الموالي؟قلت: من الموالي. فقال كما قال، ثم قال: فمن يسود أهل خراسان؟قلت: الضحاك

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 2  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست