نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 2 صفحه : 110
و أما البهض و حيتانكم # فأصبحت منها كثير السّقم
و ركبت زبدا على تمرة # فنعم الطعام و نعم الأدم
و قد نلت منها كما نلتمو # فلم أر فيها كضبّ هرم
و ما في التيوس كبيض الدجاج # و بيض الدجاج شفاء القرم
و مكن الضباب طعام العرب # و كاشيه منها رءوس العجم
قوله: الحنيذ، أي المشوي، و ماء الشبم بفتح الشين المعجمة و فتح الباء الموحدة ماء الأسنان، و البهض بكسر الباء الموحدة و فتح الهاء و بالضاد المعجمة الأرز باللبن، و القرم بفتح القاف و كسر الراء الرجل يشتهي اللحم، و المكن بفتح الميم و إسكان الكاف و بالنون في آخره، بيض الضب و الكشا جمع كشية بضم الكاشف و إسكان الشين المعجمة. و لا يكره أكله عندنا خلافا لبعض أصحاب أبي حنيفة. و حكى القاضي عياض عن قوم تحريمه. قال الإمام العلامة النووي:
و ما أظنه يصح عن أحد انتهى.
و أما ما روي عن عبد الرحمن بن حسنة، قال: نزلنا أرضا كثيرة الضباب، فأصابتنا مجاعة، فطبخنا منها أي من الضباب، فإن القدور لتغلي إذ جاءنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فقال [1] : «ما هذا» ؟ فقلنا: ضباب أصبناها، فقال: «إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض و إني أخشى أن يكون هذا منها فلم آكلها و لم أنه عنها» ، فيحتمل أن ذلك قبل أن يعلم أن الممسوخ لا يعقب.
و في صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم لما خرج إلى حنين، مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول اللّه اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال [2] صلى اللّه عليه و سلم: «سبحان اللّه هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فو الذي نفسي بيده لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» . قالوا: يا رسول اللّه، اليهود و النصارى؟قال: «فمن» ؟قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: ما أشبه الليلة بالبارحة؟هؤلاء بنو إسرائيل. قال ابن العربي، في عارضة الأحوذي: تفكرت برهة في وجه ضرب المثل بالضب، فعرضت لي في الخاطر معان، أشبهها الآن أن الضب عند العرب يضرب به المثل للحاكم من الإنس، و الحاكم تأتي إليه الخلق بأجمعهم، فيما يعرض من الأمور لهم، فلا يتأخر أحد عنه فكان المعنى مصيرهم لذلك.
الأمثال
: قالوا: «أضل من ضب [3] » ، و الضلال ضد الهداية. و كذلك قالوا في الورل، كما سيأتي إن شاء اللّه تعالى. و قالوا: «أعق من ضب [4] » قال ابن الأعرابي: إنما يريدون الأنثى و عقوقها أنها تأكل أولادها. «و أحيا من ضب» ، أي أطول عمرا و «أجبن من ضب» و «أبله من ضب» و «أخدع من ضب [5] » . قال [6] الشاعر: