نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 285
الزبير. فقالت: و اثكل أسماء و مر بي الأشتر فعرفته فاقتتلنا فو اللّه ما ضربته ضربة إلا ضربني بها ستا أو سبعا فجعلت أنادي:
اقتلوني و مالكا # و اقتلوا مالكا معي
و ضاع الخطام مني ثم أخذ مالك برجلي فرماني في الخندق، و قال: لو لا قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما اجتمع منك عضو إلى عضو أبدا. و في رواية فجاء أناس منا و منهم، و تقاتلوا حتى تحاجزنا، و ضاع مني الخطام و سمعت عليا رضي اللّه عنه يقول: اعقروا الجمل، فإنه إن عقر تفرقوا فضربه رجل فسقط. فما سمعت قط أشد من عجيج الجمل، ثم أمر علي بحمل الهودج من بين القتلى، فاحتمله محمد بن أبي بكر و عمار بن ياسر، فأدخل محمد بن أبي بكر يده في الهودج.
فقالت عائشة رضي اللّه تعالى عنها: من هذا الذي يتعرض لحرم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟أحرقه اللّه بالنار! فقال: يا أختاه قولي بنار الدنيا فقالت: بنار الدنيا. و قتل طلحة رضي اللّه تعالى عنه في الوقعة، و كان من حزب عائشة. و رجع الزبير فقتله عمرو بن جرموز بوادي السباع و هو نائم، و عاد بسيفه إلى علي، فلما رآه قال: إنه لسيف طالما جلا الكرب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. و أحيط بعائشة و دخل علي البصرة فبايعه أهلها، و أطلق عثمان بن حنيف و جهز عائشة و أخرج أخاها محمدا معها و شيعها علي بنفسه أميالا و سرح بنيه معها يوما و قيل: إن عدة المقتولين من أصحاب الجمل ثمانية آلاف و قيل سبعة عشر ألفا. و من أصحاب علي نحو ألف و قطع علي خطام الجمل يومئذ نحو ثمانين كفا معظمهم من بني ضبة كلما قطعت يد رجل أخذ الخطام آخر و في ذلك يقول الضبي [1] :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل # ننازل الموت إذا الموت نزل
و كانوا قد ألبسوه الأدراع إلى أن عقر. و نصب نبي، عند النحويين على المدح و التخصيص، و كانت وقعة الجمل يوم الخميس العاشر من جمادى الأولى أو الآخرة و قيل في خامس عشرة سنة ست و ثلاثين من ارتفاع الشمس إلى قريب العصر. و يروى أن عائشة أعطت الذي بشرها بسلامة ابن الزبير لما لاقى الأشتر عشرة آلاف درهم.
و ذكر: ابن خلكان و غيره أن الأشتر دخل على عائشة رضي اللّه تعالى عنها، بعد وقعة الجمل، فقالت له: يا أشتر أنت الذي أردت قتل ابن أختي يوم الجمل؟فأنشدها:
أ عائش لو لا أنني كنت طاويا # ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا
غداة ينادي و الرماح تنوشه # بآخر صوت اقتلوني و مالكا
فنجاه مني أكله و شبابه # و خلوة جوف لم يكن متماسكا
و نقل أنه كان في رأس ابن الزبير رضي اللّه عنه ضربة عظيمة من الأشتر لو صب فيها قارورة دهن لاستقر. و روى الحاكم من حديث قيس بن أبي حازم و ابن أبي شيبة، من حديث ابن
[1] الضبي: في هامش العقد الفريد هو الحارث الضبي. العقد: 4/327.