responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 201

مركب قاض و إمام عدل # و عالم و سيد و كهل‌

يصلح للرحل و غير الرحل.

و في الكامل لأبي العباس المبرد، قال العباس بن الفرج: نظر إلى عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنه و هو على بغلة قد شمط وجهها هرما، فقيل له: أ تركب هذه و أنت على أكرم باحرة بمصر؟فقال: إنه لا ملل عندي لدابتي ما حملت رجلي، و لا لامرأتي ما أحسنت عشرتي، و لا لصديقي ما حفظ سري. إن الملل من كواذب الأخلاق و فيه أيضا أن رجلا من أهل الشام قال: دخلت المدينة فرأيت رجلا راكبا على بغلة، لم أر أحسن وجها و لا سمتا و لا دابة منه، فمال قلبي إليه، فسألت عنه فقيل لي: هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم، فأتيته، و قد امتلأ قلبي له بغضا، فقلت له: أنت ابن أبي طالب؟فقال لي بل أنا ابن ابنه.

فقلت: بك و بأبيك أسب عليا، فلما انقضى كلامي، قال: أحسبك غريبا قلت: أجل قال: فمل بنا إلى الدار فإن احتجت إلى منزل أنزلناك، أو إلى مال واسيناك، أو إلى حاجة عاوناك على قضائها، فانصرفت من عنده و ما على وجه الأرض أحب إلي منه. ا هـ.

قلت: و كان علي بن الحسين رضي اللّه تعالى عنهما، يلقب بزين العابدين، و أمه سلامة، و كان له أخ أكبر منه يسمى عليا أيضا، قتل مع أبيه بكر بلاء، روى الحديث عن أبيه و عن عمه الحسن و جابر و ابن عباس و المسور بن مخرمة و أبي هريرة و صفية و عائشة و أم سلمة، أمهات المؤمنين رضي اللّه عنهم. قال ابن خلكان: كانت أمه سلامة بنت يزدجرد آخر ملوك الفرس، و ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار، أن يزدجرد كان له ثلاث بنات، سبين في زمن عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه، فحصلت واحدة منهن لعبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، فأولدها سالما. و الأخرى لمحمد بن أبي بكر رضي اللّه تعالى عنهما، فأولدها قاسما. و الأخرى للحسين بن علي رضي اللّه تعالى عنهما فأولدها عليا زين العابدين رضي اللّه تعالى عنهم، فكلهم بنو خالة.

و كان زين العابدين مع أبيه بكر بلاء فاستبقي لصغر سنه، لأنهم قتلوا كل من أنبت، كما يفعل بالكفار قاتل اللّه فاعل ذلك و أخزاه و لعنه، و كان قد هم عبيد اللّه بن زياد بقتله ثم صرفه اللّه تعالى عنه. و أشار بعض الفجرة، على يزيد بن معاوية بقتله أيضا، فحماه اللّه منه. ثم إن يزيد بن معاوية صار يكرمه و يعظمه و يجلسه معه، و لا يأكل إلا و هو معه ثم بعثه إلى المدينة، فكان بها محترما معظما. قال ابن عساكر و مسجده بدمشق معروف، و هو الذي يقال له مشهد علي بجامع دمشق. قال الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه. و قال محمد بن سعد: كان زين العابدين ثقة مأمونا، كثير الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، عالما، و لم يكن في أهل البيت مثله. و قال الأصمعي: لم يكن للحسين رضي اللّه عنه عقب إلا من ابنه زين العابدين، و لم يكن لزين العابدين نسل إلا من ابنة عمه الحسن رضي اللّه تعالى عنه، فجميع الحسينيين من نسله. و كان إذا توضأ يصفر لونه فإذا قام إلى الصلاة أرعد من الفرق أي الخوف، فقيل له في ذلك فقال: أ تدرون بين يدي من أقوم و لم أناجي؟و يروى أنه احترق البيت الذي هو فيه، و هو قائم يصلي، فلما انصرف، قيل له: ما بالك لم تنصرف حين وقعت النار؟فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى و يروى أنه لما حج، و أراد أن يلبي أرعد و اصفر و خر مغشيا عليه، فلما أفاق، سئل عن ذلك فقال: إني لأخشى أن‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست