responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 128

دار في نفسك، أو أقول أنا ما دار في نفسي. أنه دار في نفسك. فقلت: يا أمير المؤمنين، ما تعزم عليه و تأمر به، أطال اللّه بقاءك، فقال: كأني بك، و قد استحسنت ما رأيت منا فقلت: أي خليفة خليفتنا، إن لم يكن يقل القرآن مخلوق؟فورد على قلبي أمر عظيم و أهمتني نفسي، ثم قلت: يا نفس هل تموتين إلا مرة؟و هل تموتين قبل أجلك؟و هل يجوز الكذب في جدّ أو هزل؟ فقلت: و اللّه يا أمير المؤمنين ما دار في نفسي إلا ما قلت. ثم أطرق مليا و قال: ويحك اسمع مني ما أقول: فو اللّه لتسمعن الحق فسرّي عني. فقلت: يا سيدي من أولى بقول الحق منك، و أنت أمير المؤمنين، و خليفة رب العالمين، و ابن عم سيد المرسلين، من الأوّلين و الآخرين؟فقال لي: ما زلت أقول القرآن مخلوق صدرا من خلافة الواثق حتى أقدم علينا أحمد بن أبي دؤاد شيخا من أهل الشام، من أهل أذنة، فأدخل الشيخ على الواثق مقيدا، و هو جميل الوجه، تام القامة، حسن الشيبة، فرأيت الواثق قد استحيا منه ورق له، فما زال يدنيه و يقربه حتى قرب منه، فسلم الشيخ بأحسن السلام، و دعا بأبلغ الدعاء، و أوجز. فقال له الواثق: اجلس ثم قال له: يا شيخ ناظر ابن أبي دؤاد على ما يناظرك عليه، قال الشيخ: يا أمير المؤمنين إن ابن أبي دؤاد يقل و يصغر و يضعف عن المناظرة، فغضب الواثق، و عاد مكان الرقة له غضبا، فقال: أبو عبد اللّه بن أبي دؤاد يقل و يصغر و يضعف عن مناظرتك أنت؟فقال الشيخ: هون عليك يا أمير المؤمنين ما بك، و ائذن لي في مناظرته، فقال الواثق: ما دعوتك إلا للمناظرة، فقال الشيخ: يا أحمد بن أبي دؤاد [1]

إلام دعوت الناس و دعوتني إليه؟فقال: إلى أن تقول القرآن مخلوق لأن كل شي‌ء من دون اللّه مخلوق. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين إني رأيت أن تحفظ علي و عليه ما نقول. قال: افعل. فقال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، أ واجبة داخلة في عقد الدين، فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه ما قلت؟قال: نعم. قال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حين بعثه اللّه عز و جل هل ستر شيئا مما أمره اللّه به في دينه؟قال: لا قال الشيخ: فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الناس إلى مقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد. فقال الشيخ له: تكلم، فسكت. فالتفت الشيخ إلى الواثق، و قال: يا أمير المؤمنين واحدة. فقال الواثق: واحدة. فقال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن آخر ما أنزل اللّه من القرآن على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟فقال: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاََمَ دِيناً [2] فقال الشيخ: أ كان اللّه تبارك و تعالى الصادق في اكمال دينه؟أم أنت الصادق في نقصانه فلا يكون الدين كاملا، حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟فسكت ابن أبي دؤاد. فقال الشيخ: أجب يا أحمد.

فلم يجب فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان. فقال الواثق. اثنتان فقال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه، أ علمها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، أم جهلها؟فقال ابن أبي دؤاد: علمها. فقال الشيخ: أ دعا الناس إليها فسكت ابن أبي دؤاد. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث. فقال الواثق: ثلاث. فقال الشيخ: يا أحمد فاتسع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كما زعمت، فلم يطالب أمته بها؟قال: نعم فقال الشيخ: و اتسع لأبي بكر رضي اللّه تعالى عنه، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى


[1] أحمد بن أبي دؤاد بن جرير بن مالك الإيادي، أبو عبد اللّه، من قضاة المعتزلة المشهورين، و رأس الفتنة بالقول بخلق القرآن. مات ببغداد سنة 240 هـ-.

[2] سورة المائدة: الآية 3.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست