responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 127

مالح فشربه فسقط ميتا. و ذلك في رجب سنة خمس و خمسين و مائتين، و كان عمره ثلاثا و عشرين سنة و خلافته أربع سنين و ستة أشهر و كان بديع الحسن رحمه اللّه تعالى.

خلافة جعفر المهتدي باللّه بن هارون‌

ثم قام بالأمر بعده ابن عمه، جعفر بن هارون المعتصم. و رأيت في غير هذا الموضع أن المهتدي اسمه محمد بأبي إسحاق. بويع له بالخلافة يوم خلع ابن عمه المعتز باللّه و لما ولي أخرج الملاهي و حرم سماع الغناء و الشراب، و أمر بنفي المغنيات و طرد الكلاب، و السباع و ألزم نفسه الإشراف على الدواوين، و الجلوس للناس، و إزالة المظالم، و تغيير المنكرات. و قال: إني أستحيي من اللّه أن لا يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية. فتبرم به بابك التركي، و كان ظلوما غشوما، فأمر المهتدي بقتله، و لما قتل هاجت الأتراك، و وقعت الحرب بينهم و بين المغاربة، فقتل من الفريقين أربعة آلاف، و خرج المهتدي و المصحف في عنقه، و هو يدعو الناس إلى نصرته، و المغاربة معه و بعض العامة، فحمل عليهم طيبغا أخو بابك فهزمهم. و مضى المهتدي مهزما، و السيف في يده، و قد جرح جرحين، حتى دخل دار محمد [1] بن يزداد، فتجمعت الأتراك و هجموا عليه و أخذوه أسيرا. و حمله أحمد بن خاقان على دابة و أردف خلفه سائسا بيده خنجر، فأدخل إلى دار أحمد بن خاقان، و جعلوا يصفعونه و يقولون اخلعها، فأبى عليهم فسلم إلى رجل، فوطئ مذاكيره حتى قتله، و ذلك في رجب سنة ست و خمسين و مائتين، و هو ابن سبع و ثلاثين سنة، و كانت خلافته أحد عشر شهرا، رحمة اللّه تعالى عليه، و قيل سنة.

و كان أسمر مليح الصورة دينا ورعا عابدا عاد لا حازما شجاعا خليقا للإمارة، لكنه لم يجد ناصرا. يقال: إنه كان يسرد الصوم، و ربما كان فطوره في بعض الليالي، على خبز و خل وزيت، و قد كان سد باب اللهو و الطرب و الغناء، و حسم الأمراء عن الظلم و كان يجلس لحساب الدواوين بنفسه.

و مما يحكى: من محاسنه، ما ذكره الحافظ أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد اللّه البغدادي، في كتابه قال: إن أبا الفضل صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور الهاشمي، و كان من وجوه بني هاشم، و أهل الخلافة و السبق منهم، قال: حضرت المهتدي باللّه أمير المؤمنين، و قد جلس ينظر في أمور الناس، في دار العامة، فنظرت إلى قصص الناس تقرأ عليه، من أوّلها إلى آخرها، فيأمر بالتوقيع فيها، و إنشاء الكتب لأصحابها، فتختم و تدفع إلى أصحابها بين يديه. فسرني ذلك و جعلت أنظر إليه، ففطن لي و نظر إلي، فغضضت عنه حتى كان ذلك مني و منه مرارا إذا نظر إلي غضضت، و إذا اشتغل عني نظرت. فقال: يا صالح قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، و قمت قائما فقال: أ في نفسك مني شي‌ء تحب أن تقوله؟فقلت: نعم يا سيدي. فقال لي: عد إلى موضعك، فعدت و عاد في النظر حتى قام و قال للحاجب: لا يبرح صالح فانصرف الناس. ثم أذن لي و قد أهمتني نفسي، فقمت فدخلت و دعوت له، فقال لي: اجلس فجلست، فقال: يا صالح تقول ما


[1] محمد بن يزداد بن سويد المروزي، من كتّاب الإنشاء في الدولة العبّاسية وزر للمأمون. له شعر جيد و قد عاش حتى أيام الواثق و مات سنة 230 هـ-.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست