responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 122

و ضده، قال بعض حكماء الفلاسفة: أطلبوا الرزق في البعد فإنكم إن لم تكسبوا مالا غنمتم عقلا كثيرا، و قال آخر: لا يألف الوطن إلاّ ضيق العطن. و قيل: لا توحشنك الغربة إذا آنستك النعمة. و قيل: الفقير في الأهل مصروم و الغني في الغربة موصول. و قال: لا تستوحش من الغربة إذا أنست مصروما. و قيل: أوحش قومك ما كان في إيحاشهم إنسك و اهجر وطنك ما نبت عنه نفسك. و أنشد:

لا يمنعنّك خفض العيش في دعة # نزوع نفس إلى أهل و أوطان

تلقى بكل بلاد إن حللت بها # أهلا بأهل و جيرانا بجيران‌

و قال آخر:

نبت بك الدار فسر آمنا # فللفتى حيث انتهى دار

و في معناه (الدعاء إلى المسافر) بالبارح الأشأم و السائح الأعضب و الصرد الأنكد و السفر الأبعد. لا استمرت به مطيته و لا استتبت به أنيته و لا تراخت منيته. بنحس مستمر و عيش مر. لا قرى إذا استضاف و لا أمن إذا خاف. و يقال إن عليا عليه السلام لما اتصل به مسير معاوية قال: لا أرشد اللّه قائده و لا أسعد رائده و لا أصاب غيثا و لا سار إلاّ ريثا و لا رافق إلاّ ليثا أبعده اللّه و أسحقه و أوقد على أثره و أحرقه لا حط اللّه رحله و لا كشف محله و لا بشّر به أهله، لا زكى له مطلب و لا رحب له مذهب و لا يسر له مراما، فلا فرج اللّه غمه و لا سرى همه، لا سقاه اللّه ماء و لا حل عقده و لا أروى زنده، جعله اللّه سفر الفراق و عصى الشقاق و أنشد:

بأنكد طائر و بشرّ فال # لأبعد غاية و اخس حال

بحد السّد حيث يكون مني # كما بين الجنوب إلى الشمال

غريبا تمتطي قدميك دهرا # على خوف تحن إلى العيال‌

و قال آخر:

إذا استقلت بك الركاب # فحيث لا درّت السحاب

نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست