و في معناه (الدعاء للمسافر) بأيمن طالع و أسر طائر، و لا كبا بك مركب و لا أشت بك مذهب و لا تعذر عليك مطلب، سهل اللّه لك السير، و أنا لك القصد، و طوى لك البعد بمسرة الظفر و كرامة المدخر. على الطائر الميمون و الكوكب السعد إلى حيث تتقاصر أيدي الحوادث عنك و تتقاعس نوائب الأيام دونك بسهولة المطلب و نجاح المنقلب. كان اللّه لك في سفرك خفيرا و في حضرك ظهيرا بسعي نجيح و أوب سريح. بصرك اللّه محلك و هدك رحلك و سرّ بأوبتك أهلك، و لا زلت آمنا مقيما و ظاعنا بأسعد جد و انجح مطلب و أسر منقلب و أكرم بدأة و أحمد عاقبة. أشخص مصحوبا بالسلامة و الكلاءة، آئبا بالنجح و الغبطة، محوطا فيما تطالعه بالعناية و الشفقة، في ودائع اللّه و كنفه و جواره و ستره و أمانه و حفظه و ذمامه. و قال رجل للنبي صلى اللّه عليه و سلم: إني أريد سفرا، فقال: «في كنف اللّه و ستره زودك اللّه التقوى و وجهك إلى الخير حيثما كنت استخلف اللّه فيك و استخلفه منك» . وقى الشاعر:
في كنف اللّه و في ستره # من ليس يخلو القلب من ذكره
و قال آخر:
ارحل أبا بشر بأيمن طائر # و على السعادة و السلامة فانزل
نام کتاب : المحاسن و الأضداد نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 121