نام کتاب : الكامل في اللغه والادب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 70
وقال جرير: ما في مقام ديار تغلب مسجد ... وبها كنائس حنتم ودنان والتشبيه جار كثيراً في كلام العرب، حتى لو قال قائل: هو أكثر كلامهم، لم يبعد. قال الله عز وجل وله المثل الأعلى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} 1. وقال: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} 2. وقد اعترض معترض من الجهالة الملحدين، في هذه الآية. فقال: إنما يمثل الغائب بالحاضر، ورؤوس الشياطين لم نرها، فكيف يقع التمثيل بها! وهؤلاء في هذا القول كما قال الله جل وعز: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} 3. وهذه الآية قد جاء تفسيرها على ضربين4: أحدهما، أن شجراً يقال له الأستن5، منكر الصورة يقال لثمره: رؤوس الشياطين، وهو الذي ذكره النابغة في قوله: تحيد عن أستن سود أسافله6 وزعم الأصمعي أن هذا الشجر يسمى الصوم. والقولم الآخر - وهو الذي يسبق إلى القلب - أن الله جل ذكره شنع صورة الشياطين في قلوب العباد. فكان7 ذلك أبلغ من المعاينة، ثم مثل هذه الشجرة مما تنفر منه كل نفس. 1 سورة النور 35. 2 سورة الصافات 65. 3 سورة يونس 39. 4 ر: "في ضربين". وما أثبته عن الأصل. س. 5 نقل المرصفي عن أبي حنيفة الدينوري أنالأستن شجر يفشو في منابته ويكثر, إذا نظر إليه الناظر من بعيد شبهه بشخوص الناس. 6 بقيته: مثل الإماء الغوادي تحمل الحزما 7 ر: "وكان".
نام کتاب : الكامل في اللغه والادب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 3 صفحه : 70