نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 7 صفحه : 276
و الشام أموية، لأنها مركز ملك بني أمية و بيضتهم.
و الجزيرة خارجية، لأنها مسكن ربيعة، و هي رأس كل فتنة، و أكثرها نصارى و خوارج، و منازلهم الخابور، و هو واد بالجزيرة.
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لبني تغلب: يا خنازير العرب!و اللّه لئن صار هذا الأمر إليّ لأضعنّ عليكم الجزية! و قال هارون الرشيد ليزيد بن مزيد: ما أكثر الخلفاء في ربيعة!قال: بلى، و لكنّ منابرهم الجذوع! الأعمش عن سليم قال: ذكر عمر بن الخطاب الكوفة فقال: جمجمة العرب، و كنز الإيمان، و رمح اللّه في الأرض، و مادة الأمصار.
علي بن محمد المديني قال: الكوفة جارية حسناء تصنّع لزوجها، فكلما رآها سرته.
و قال محمد بن عمير بن عطارد: الكوفة سفلت عن الشام و رباها، و ارتفعت عن البصرة و عمقها، فهي مريئة مريعة، عذية [1] ندية؛ و إذا أتتنا الشمال هبت على مسيرة شهر على مثل رضراض [2] الكافور، و إذا هبت الجنوب [3] جاءت بريح السواد و ورده و ياسمينه و أترجّه؛ فماؤها عذب، و عيشها خصب.
قال ابن عياش الهمداني لأبي بكر الهذلي[يوم فاخره]عند أبي العباس-و ذكرت عنده الكوفة و البصرة-فقال: إنما مثل الكوفة مثل اللهاة من البدن، يأتيها الماء ببرده و عذوبته؛ و مثل البصرة مثل المثانة يأتيها الماء بعد تغيّر و فساد.
و قال الحجاج: الكوفة بكر حسناء، و البصرة عجوز بخراء [4] أوتيت من كل حلي و زينة.
و قال جعفر بن سليمان: العراق عين الدنيا، و البصرة عين العراق. و المربد عين
[1] عذيّة: سهلة مريئة بعيدة عن الاحساء و النزوز و الريف.
[2] الرضراض: الحصى الصغير في مجاري المياه، و يريد به الفتات.