نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 7 صفحه : 275
دخان تلك النار، و قتار [1] تلك الكتل في تلك الأرض؛ ثم تطرح حول تلك النار قطع من لحم قد جعل فيه الخربق الأسود [2] و الأفيون، و تكون تلك النار في موضع لا ترى فيه حتى تقبل تلك السباع لريح القتار و هي آمنة، فتأكل من قطع ذلك اللحم، و يغشى عليها، فيصيدها الكامنون لها كيف شاءوا.
تفاضل البلدان
الأصمعي يرفعه إلى قتادة قال: الدنيا كلها أربعة و عشرون ألف فرسخ، فبلد السودان منها اثنا عشر ألف فرسخ، و بلد الروم ثمانية آلاف فرسخ، و بلد الفرس ثلاثة آلاف فرسخ، و بلد العرب ألف.
الأصمعي قال: جزيرة العرب ما بين نجران إلى العذيب.
و قال غيره: أرض العرب ما بين بحر القلزم و بحر الهند.
قالوا: و سواد البصرة: الأهواز، و فارس؛ و سواد الكوفة: كسكر إلى الزاب إلى عمل حلوان إلى القادسية؛ و هذه كلها من عمل العراق؛ و عمل العراق من هيت إلى الصين و الهند و السند، ثم كذلك إلى الري، و خراسان كلها إلى بلد الديلم و الجبال؛ و أصفهان سرة العراق، افتتحها أبو موسى الأشعري؛ و الجزيرة ليست من عمل العراق، و هي ما بين الدجلة و الفرات، و الموصل من الجزيرة، و مكة و المدينة و مصر ليست من عمل العراق.
الأصمعي قال: البصرة كلها عثمانية، و الكوفة كلها علوية، و الشام كلها أموية، و الجزيرة خارجية، و الحجاز سنية، و إنما صارت البصرة عثمانية من يوم الجمل؛ إذ قاموا مع عائشة و طلحة و الزبير؛ فقتلهم علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.
و قيل لرجل من أهل البصرة: أ تحب عليا؟قال: كيف أحبّ رجلا قتل من قومي من لدن كانت الشمس هكذا... إلى أن صارت هكذا... ثلاثين ألفا.
و الكوفة علوية، لأنها وطن علي رضي اللّه عنه و داره.
[1] القتار: دخان ذو رائحة خاصة ينبعث من الطبيخ أو الشواء. أو العظم المحروق