بلاد نأى عني الصّديق و سبّني # بها عنزيّ ثم لم أتكلّم
و قال عبيد:
يا أبا جعفر كتبتك سمحا # فاستطال المداد فالميم لام
لا تلمني على الهجاء فلم يهـ # جك إلا المداد و الأقلام [2]
و قال سليمان بن أبي شيخ: كان أبو سعيد الراني يماري اهل الكوفة و يفضل أهل المدينة، فجاءه رجل من أهل الكوفة و سماه شرشيرا، و قال: كلب في جهنم يسمى شرشيرا، فقال:
عندي مسائل لا شرشير يعرفها # إن سيل عنها و لا أصحاب شرشير
و ليس يعرف هذا الدّين معرفة # إلا حنيفيّة كوفيّة الدّور
لا تسألنّ مدينيّا فتكفره # إلا عن البمّ و المثنى أو الزّير [3]
فكتب أبو سعيد إلى اهل المدينة: إنكم قد هجيتم فردّوا. فردّ عليه رجل من أهل المدينة يقول:
لقد عجبت لغاو ساقه قدر # و كل أمر إذا ما حمّ مقدور
قالوا المدينة أرض لا يكون بها # إلا الغناء و إلا البمّ و الزّير
لقد كذبت لعمر اللّه إنّ بها # قبر النبيّ و خير الناس مقبور
قال: فما انتصر و لا انتصر به، فليته لم يقل شيئا.
و قال مساور الوراق في أهل القياس:
كنّا من الدّين قبل اليوم في سعة # حتى بلينا بأصحاب المقاييس [4]