responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 83

البعير المخشوش‌ [1] حتى تبايع و أنت كاره؛ و لم تكن لأحد منهم أشدّ حسدا منك لابن عمك عثمان، و كان أحقهم أن لا تفعل ذلك به، في قرابته؛ و صهره فقطعت رحمه و قبّحت محاسنه، و ألّبت عليه الناس، حتى ضربت إليه آباط [2] الإبل، و شهر عليه السلام في حرم الرسول، فقتيل معك في المحلة و أنت تسمع في داره الهائعة [3] ؛ لا تؤدّي عن نفسك في أمره بقول، و لا فعل برّ، و أقسم قسما صادقا: لو قمت في أمره مقاما واحدا تنهنه الناس عنه، ما عدل بك من قبلنا من الناس أحدا، و لمحا ذلك عنك ما كانوا يعرفونك به، من المجانبة لعثمان و البغي عليه؛ و أخرى أنت بها عند أولياء ابن عفان ظنين: إيواؤك قتلة عثمان، فهم بطانتك و عضدك و أنصارك؛ و قد بلغني أنك تنتفي من دمه، فإن كنت صادقا فادفع إلينا قتلته نقتلهم به، ثم نحن أسرع الناس إليك، و إلا فليس لك و لا لأصحابك عندنا إلا السيف، و الذي نفس معاوية بيده، لأطلبنّ قتلة عثمان في الجبال و الرمال و البر و البحر، حتى تقتلهم أو تلحق أرواحنا باللّه!.

فأجابه علي:

أما بعد، فإن أخا خولان قدم عليّ بكتاب منك تذكر فيه محمدا صلّى اللّه عليه و سلم، و ما أنعم اللّه به عليه من الهدى و الوحى؛ فالحمد للّه الذي صدقه الوعد و تمم له النصر، و مكنه في البلاد، و أظهره على الأعادي من قومه الذين أظهروا له التكذيب، و نابذوه بالعداوة، و ظاهروا على إخراجه و إخراج أصحابه، و ألّبوا عليه العرب، و حزّبوا الأحزاب، حتى جاء الحق و ظهر أمر اللّه و هم كارهون.

و ذكرت أن اللّه اختار[له‌]من المسلمين أعوانا أيده بهم، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم في الإسلام، و أنصحهم للّه و لرسوله، الخليفة، و خليفة الخليفة من بعده.


[1] البعير المخشوش: الذي جعل في أنفه خشاشا، و هو ما يدخل في عظم أنف البعير من خشب.

[2] آباط: جمع إبط: و هو باطن المنكب و الجناح.

[3] الهائعة: الصوت الشديد تفزع منه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست