responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 84

و لعمري إن كان مكانهما في الإسلام لعظيما، و إن كان المصاب بهما لجرحا في الإسلام شديدا، فرحمهما اللّه و غفر لهما. و ذكرت أن عثمان كان في الفضل تاليا؛ فإن كان محسنا فسيلقي ربا شكورا يضاعف له الحسنات، و يجزيه الثواب العظيم؛ و إن يك مسيئا فسيلقى ربا غفورا لا يتعاظمه ذنب‌[أن‌]يغفره.

و لعمري إني لأرجو إذا اللّه أعطى‌[الناس على قدر فضائلهم في‌]الإسلام [و نصيحتهم للّه و لرسوله‌]أن يكون سهمنا أهل البيت أوفر نصيب: و ايم اللّه ما رأيت و لا سمعت بأحد كان أنصح للّه في طاعة اللّه و رسوله، و لا أنصح لرسول اللّه في طاعة اللّه، و لا أصبر على البلاء و الأذى في مواطن الخوف-من هؤلاء النفر من أهل بيته؛ الذين قتلوا في طاعة اللّه: عبيدة بن الحرث يوم بدر، و حمزة بن عبد المطلب يوم أحد، و جعفر و زيد يوم مؤتة؛ و في المهاجرين خير كثير، جزاهم اللّه بأحسن أعمالهم.

و ذكرت إبطائي عن الخلفاء و حسدي إياهم و البغي عليهم؛ فأما البغي فمعاذ اللّه أن يكون، و أما الكراهة لهم فو اللّه ما أعتذر للناس من ذلك؛ و ذكرت بغيي على عثمان و قطعي رحمه، فقد عمل عثمان بما قد علمت و عمل به الناس ما قد بلغك، و قد علمت أني كنت من أمره في عزلة إلا أن تجنّي فتجنّ ما شئت؛ و أما ذكرك قتلة عثمان و ما سألت من دفعهم إليك، فإني نظرت في هذا الأمر و ضربت أنفه و عينه، فلم يسعني دفعهم إليك و لا إلى غيرك.

و إن لم تنزع عن غيّك لتعرفنّهم عما قليل يطلبونك و لا يكلّفونك أن تطلبهم في سهل و لا جبل، و لا برّ و لا بحر؛ و قد كان أبوك أبو سفيان أتاني حين قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال: ابسط يدك أبايعك، فأنت أحقّ الناس بهذا الأمر. فكنت أنا الذي أبيت عليه، مخافة الفرقة بين المسلمين لقرب عهد الناس بالكفر؛ فأبوك كان أعلم بحقّي منك؛ فإن تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه تصب رشدك و إلا فنستعين اللّه عليك.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست