نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 82
و أما تمييزك بين أهل الشام و البصرة، و بينك و بين طلحة و الزبير، فلعمري فما الأمر هناك إلا واحد، لأنها بيعة عامة، لا يتأنى فيها النظر، و لا يستأنف فيها الخيار. و أما قرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و قدمي في الإسلام؛ فلو استطعت دفعه لدفعته! و كتب معاوية إلى علي:
أما بعد: فإنك قتلت ناصرك، و استنصرت و اترك [1] ، و ايم اللّه لأرمينّك بشهاب تذكيه الريح و لا يطفئه الماء؛ فإذا وقع وقب [2] ، و إذا مسّ ثقب، فلا تحسبنّي كسحيم، أو عبد القيس، أو حلوان الكاهن.
فأجابه علي:
أما بعد، فو اللّه ما قتل ابن عمك غيرك، و إني أرجو أن ألحقك به على مثل ذنبه و أعظم من خطيئته؛ و إن السيف الذي ضربت به أهلك لمعي دائم؛ و اللّه ما استحدثت دينا، و لا استبدلت نبيا، و إني على المنهاج الذي تركتموه طائعين، و أدخلتم فيه كارهين.
و كتب معاوية[مع أبي مسلم الخولاني]إلى علي بن أبي طالب[قبل مسيره إلى صفين].
أما بعد، فإن اللّه اصطفى محمدا و جعله الأمين على وحيه، و الرسول إلى خلقه، و اختار له من المسلمين أعوانا أيده بهم و كانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم في الإسلام و أنصحهم للّه و لرسوله، الخليفة، و خليفة الخليفة، و الخليفة الثالث؛ فكلّهم حسدت، و على كلهم بغيت؛ عرفنا ذلك في نظرك الشّزر، و تنفسك الصعداء، و إبطائك عن الخلفاء؛ و أنت في كل ذلك تقاد كما يقاد
[1] يقال: وتر فلانا: أي قتل حميمه، و أدركه بمكروه، و أفزعه.