responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 53

إذ قال لأخيه: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مََا أَنَا بِبََاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخََافُ اَللََّهَ رَبَّ اَلْعََالَمِينَ [1] . قلت: فهلا وسعتك هذه المنزلة يوم الجمل؟قال: إنا قاتلنا يوم الجمل من ظلمنا، قال اللّه: وَ لَمَنِ اِنْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولََئِكَ مََا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ `إِنَّمَا اَلسَّبِيلُ عَلَى اَلَّذِينَ يَظْلِمُونَ اَلنََّاسَ وَ يَبْغُونَ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ أُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ `وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذََلِكَ لَمِنْ عَزْمِ اَلْأُمُورِ [2] . فقاتلنا نحن من ظلمنا، و صبر عثمان؛ و ذلك من عزم الأمور.

و من حديث بكر بن حماد: أنّ عبد اللّه بن الكواء سأل عليّ بن أبي طالب يوم صفين، فقال له: أخبرني عن مخرجك هذا تضرب الناس بعضهم ببعض، أعهد عهده إليك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، أم رأي ارتأيته؟ قال عليّ: اللهم إني كنت أول من آمن به، فلا أكون أول من كذب عليه؛ لم يكن عندي فيه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و لو كان عندي فيه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لما تركت أخا تيم و عديّ على منابرها، و لكن نبينا صلّى اللّه عليه و سلم كان نبيّ رحمة، مرض أياما و ليالي، فقدّم أبا بكر على الصلاة، و هو يراني و يرى مكاني، فلما توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، رضيناه لأمر دنيانا إذ رضيه رسول اللّه لأمر ديننا، فسلمت له و بايعت، و سمعت و أطعت؛ فكنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أقيم الحدود بين يديه؛ ثم أتته منيته، فرأى أن عمر أطوق‌ [3] لهذا الأمر من غيره، و و اللّه ما أراد به المحاباة و لو أرادها لجعلها في أحد ولديه، فسلمت له و بايعت، و أطعت و سمعت؛ فكنت آخذ إذا أعطاني، و أغزو إذا أغزاني، و أقيم الحدود بين يديه: ثم أتته منيته، فرأى أنه من استخلف رجلا فعمل بغير طاعة اللّه عذبه اللّه به في قبره، فجعلها شورى بين ستة نفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و كنت أحدهم، فأخذ عبد الرحمن مواثيقنا و عهودنا على أن يخلع نفسه و ينظر لعامّة المسلمين؛ فبسط يده إلى


[1] سورة المائدة الآية 28.

[2] سورة الشورى الآية 41 و 42.

[3] أطوق: أقدر.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست