نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 43
فلما رأى ذلك عليّ خرج إلى المسجد فصعد المنبر؛ فكان أول من صعد طلحة فبايعه بيده، و كانت إصبعه شلاّء، فتطير منها عليّ، و قال: ما أخلقه أن ينكث!ثم بايعه الزبير و سعد و أصحاب النبي جميعا؛ ثم نزل، و دعا الناس، و طلب مروان فهرب منه.
و خرجت عائشة باكية تقول: قتل عثمان مظلوما!فقال لها عمار: أنت بالأمس تحرضين عليه، و اليوم تبكين عليه!و جاء عليّ إلى امرأة عثمان فقال لها: من قتل عثمان؟قالت: لا أدري، دخل رجلان لا أعرفهما إلا أن أرى وجوههما، و كان معهما محمد بن أبي بكر. و أخبرته بما صنع محمد بن أبي بكر؛ فدعا عليّ بمحمد، فسأله عما ذكرت امرأة عثمان، فقال محمد: لم تكذب؛ و قد و اللّه دخلت عليه و أنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمت و أنا تائب، و اللّه ما قتلته و لا أمسكته!فقالت امرأة عثمان:
صدق، و لكنه أدخلهما.
المعتمر عن أبيه عن الحسن، أن محمد بن أبي بكر أخذ بلحية عثمان، فقال له: يا ابن أخي؛ لقد قعدت مني مقعدا ما كان أبوك ليقعده! و في حديث آخر أنه قال: يا ابن أخي، لو رآك أبوك لساءه مكانك!فاسترخت يده. و خرج محمد فدخل عليه رجل و المصحف في حجره، فقال له: بيني و بينك كتاب اللّه!فخرج و تركه، ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني و بينك كتاب اللّه!فأهوى إليه بالسيف، فاتقاه بيده، فقطعها؛ فقال: أما إنها أول يد خطّت المفصّل [1] .
القوّاد الذين أقبلوا إلى عثمان
الأصمعي عن أبي عوانة قال: كان القواد الذين أقبلوا إلى عثمان: علقمة بن عثمان، و كنانة بن بشر، و حكيم بن جبلة، و الأشتر النخعي، و عبد اللّه بن بديل.
و قال أبو الحسن: لما قدم القواد قالوا لعليّ: قم معنا إلى هذا الرجل. قال: لا