نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 346
مبهمة، و كتب بها إلى أبي جعفر و هي هذه:
أسرفت في قتل الرّعيّة ظالما # فاكفف يديك أضلّها مهديّها
فلتأتينّك راية حسنيّة # جرّارة يقتادها حسنيّها
فالتفت أبو جعفر، فقال لحازم بن خزيمة: تهيأ بهيئة السفر متنكرا، حتى إذا لم يبق إلا أن تضع رجلك في الغرز [1] ائتني، ففعل، فقال: إذا أتيت المدينة فادخل مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فدع سارية؛ و ثانية فإنك تنظر عند الثالثة إلى شيخ آدم يكثر التلفت، طويل كبير، فاجلس معه فتوجع لآل أبي طالب، و اذكر شدّة الزمان عليهم، ثلاثة أيام؛ ثم قل في الرابع: من يقول هذه الأبيات؟
أسرفت في قتل الرّعيّة ظالما
قال: ففعل، فقال له الشيخ: إن شئت نبأتك من أنت؟أنت حازم بن خزيمة، بعثك إليّ أمير المؤمنين لتعرف من قال هذا الشعر؛ فقل له: جعلت فداك، و اللّه ما قلته و لا قاله إلا سديف بن ميمون، فإني أنا القائل و قد دعوني إلى الخروج مع محمد بن عبد اللّه:
دعوني و قد سالت لإبليس راية # و أوقد للغاوين نار الحباحب [2]