نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 337
تركك ذلك؛ ثقة بك؛ لقرابتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، و موضعك الذي وضعك اللّه فيه. قال: فإني أفعل! فبايع محمدا و خلع أبا جعفر، و بايعه سلم من بعده، و أخذ كتبه و كتب إبراهيم و محمد، فخرج فقدم على أبي جعفر و قد حضر الموسم، فأخبره بحقيقة الأمر و يقينه.
فلما دخل أبو جعفر المدينة، أرسل إلى بني الحسن فجمعهم، و قال لسلم: إذا رأيت عبد اللّه عندي فقم على رأسي و أشر إليّ بالسلاح، ففعل، فلما رآه عبد اللّه سقط [1]
في يده و تغيّر وجهه، قال له أبو جعفر: مالك أبا محمد؟أتعرفه؟قال: نعم يا أمير المؤمنين، فأقلني وصلتك رحم!فقال له أبو جعفر: هل علمت أنك تعرف موضع ولديك، و أنه لا عذر لك؟و قد باح السر؛ فأظهرهما لي، و لك أن أصل رحمك و رحمهما، و أن أعظم و لا يتهما، و أعطى كلّ واحد منهما ألف ألف درهم، فتراجع عبد اللّه حتى انكفأ [2] على ظهره، و بنو حسن اثنا عشر رجلا، فأمر بحبسهم جميعا.
و خرج أبو جعفر فعسكر من ليلته على ثلاثة أميال من المدينة، و عبّى [3] على القتال، و لم يشكّ أن أهل المدينة سيقاتلونه في بني حسن، فعبّى ميمنة و ميسرة و قلبا، و تهيأ للحرب، و أجلس في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و سلم عشرين معطيا يعطون العطايا، فلم يتحرّك عليه منهم أحد ثم مضى بهم إلى مكة.
كتاب أبي جعفر إلى محمد بن عبد اللّه:
فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق، خرج محمد بن عبد اللّه بالمدينة، فكتب إليه أبو جعفر:
من عبد اللّه أمير المؤمنين، إلى محمد بن عبد اللّه: إِنَّمََا جَزََاءُ اَلَّذِينَ يُحََارِبُونَ اَللََّهَ