responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 267

و لحق بالنبي صلّى اللّه عليه و سلم؛ فقال الحارث بن كلدة لنافع: أنت ابني فلا تفعل كما فعل هذا.

يريد أبا بكرة؛ فلحق به، فهو ينتسب إلى الحارث بن كلدة.

و كانت البغايا في الجاهلية لهن رايات يعرفن بها و ينتحيها الفتيان، و كان أكثر الناس يكرهون إماءهم على البغاء و الخروج إلى تلك الرايات؛ يبتغون بذلك عرض‌ [1]

الحياة الدنيا، فنهى اللّه تعالى في كتابه عن ذلك بقوله جل و عز: وَ لاََ تُكْرِهُوا فَتَيََاتِكُمْ عَلَى اَلْبِغََاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا وَ مَنْ يُكْرِهْهُنَّ [2]

يريد في الجاهلية فَإِنَّ اَللََّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرََاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ [3] يريد في الإسلام.

فيقال إن أبا سفيان خرج يوما و هو ثمل إلى تلك الرايات، فقال لصاحبة الراية: هل عندك من بغيّ؟فقالت: ما عندي إلا سمية. قال: هاتيها على نتن‌ [4] إبطيها!فوقع بها، فولدت له زيادا على فراش عبيد.

و وجّه عامل من عمال عمر بن الخطاب زيادا إلى عمر بفتح فتحه اللّه على المسلمين؛ فأمره عمر أن يخطب الناس به على المنبر، فأحسن في خطبته و جوّد، و عند أصل المنبر أبو سفيان بن حرب و عليّ بن أبي طالب، فقال أبو سفيان لعلي: أ يعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟قال: نعم. قال: أما إنه ابن عمك!قال: و كيف ذلك؟ قال: أنا قذفته في رحم أمّه سمية. قال: فما يمنعك أن تدّعيه؟قال: أخشى هذا القاعد على المنبر-يعني عمر بن الخطاب-أن يفسد عليّ إهابي.

فبهذا الخبر استلحق معاوية زيادا و شهد له الشهود بذلك، و هذا خلاف حكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم في قوله: «الولد للفراش و للعاهر الحجر» . [5]

العتبي عن أبيه قال: لما شهد الشهود لزياد، قام في أعقابهم، فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:


[1] العرض: المتاع.

[2] سورة النور الآية 32.

[3] سورة النور الآية 33.

[4] النتن: خبث الرائحة.

[5] الحجر: الخيبة و الحرمان.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست