نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 268
هذا أمر لم أشهد أوله، و لا علم لي بآخره؛ و قد قال أمير المؤمنين ما بلغكم، و شهد الشهود بما سمعتم؛ فالحمد للّه الذي رفع منا ما وضع الناس و حفظ منا ما ضيّعوا؛ و أما عبيد فإنما هو والد مبرور، أو ربيب [1] مشكور، ثم جلس.
و قال زياد: ما هجيت ببيت قطّ أشدّ عليّ من قول الشاعر:
فكّر ففي ذاك إن فكّرت معتبر # هل نلت مكرمة إلا بتأمير
عاشت سميّة ما عاشت و ما علمت # أنّ ابنها من قريش في الجماهير
سبحان من ملك عبّاد بقدرته # لا يدفع الناس أسباب المقادير
و كان زياد عاملا لعليّ بن أبي طالب على فارس، فلما مات علي رضي اللّه عنه و بايع الحسن معاوية عام الجماعة، بقي زياد بفارس و قد ملكها و ضبط قلاعها، فاغتم به معاوية، فأرسل إلى المغيرة بن شعبة، فلما دخل عليه قال: لكل نبأ مستقرّ، و لكل سر مستودع، و أنت موضع سري و غاية ثقتي. فقال المغيرة: يا أمير المؤمنين إن تستودعني سرك تستودعه ناصحا شفيقا، و رعا رفيقا؛ فما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: ذكرت زيادا و اعتصامه بأرض فارس و مقامه بها، و هو داهية العرب، و معه الأموال، و قد تحصن بأرض فارس و قلاعها يدبر الأمور؛ فما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت، فإذا هو قد أعادها جذعة [2] !قال له المغيرة: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين في إتيانه؟قال: نعم. فخرج إليه، فلما دخل عليه و جده و هو قاعد في بيت له مستقبل الشمس؛ فقام إليه زياد و رحّب به و سرّ بقدومه، و كان له صديقا؛ و ذلك أن زيادا كان أحد الشهود الأربعة الذين شهدوا على المغيرة، و هو الذي تلجلج [3] في شهادته عند عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فنجا المغيرة و جلد الثلاثة من الشهود، و فيهم أبو بكرة أخو زياد، فحلف[أبو بكرة]أن لا يكلم زيادا أبدا.
فلما تفاوضا في الحديث قال له المغيرة: أعلمت أن معاوية استخفّه الوجل [4] حتى