نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 216
و كان عبد اللّه بن مروان تزوج أم يزيد ابنة يزيد بن محمد بن مروان؛ و كانت في الحبس، فلما أخرجهم العباس خرجت إلى مكة فأقامت بها، و قدم عبد اللّه بن مروان سرّا فتزوجها.
و قال مولى مروان: كنت مع مروان و هو هارب؛ فقال لي يوما: أين عزبت [1]
عنا حلومنا في نسائنا؟أ لا زوّجناهم من أكفائهن من قريش فكفينا مئونتهن اليوم.
و قال بعض آل مروان: ما كان شيء أنفع لنا في هربنا من الجوهر الخفيف الثمن الذي يساوي خمسة دنانير فما دونها: كان يخرجه الصبي و الخادم فيبيعه، و كنا لا نستطيع أن نظهر الجوهر الثمين الذي له قيمة كثيرة.
و قال مصعب بن الربيع الخثعمي كاتب مروان بن محمد: لما انهزم مروان و ظهر عبد اللّه بن علي على أهل الشام، طلبت الإذن؛ فأنا عنده جالس و هو متكئ؛ إذ ذكر مروان و انهزامه فقال: أشهدت القتال؟قلت: نعم أصلح اللّه الأمير. قال لي مروان:
احزر [2] القوم. فقلت: إنما أنا صاحب قلم و لست بصاحب حرب. فأخذ يمنة و يسرة فقال لي: هم اثنا عشر ألف رجل.
و قال مصعب: قيل لمروان: قد انتهب بيت المال الصغير!فانصرف يريد بيت المال، فقيل له: قد انتهب بيت المال الأكبر، انتهبه أهل الشام.
و قال أبو الجارود السلمي: حدثني رجل من أهل خراسان قال: لقينا مروان على الزاب، فحمل علينا أهل الشام كأنهم جبال حديد، فجثونا على الرّكب [3]
و أشرعنا [4] الرماح، فزالوا عنا كأنهم سحابة، و منحنا اللّه أكتافهم و انقطع الجسر مما يليهم حين عبروا، فبقي عليه رجل من أهل الشام، فخرج إليه رجل منا، فقتله الشامي؛ ثم خرج إليه آخر، فقتله؛ حتى والى بين ثلاثة؛ فقال رجل منا: اطلبوا لي