نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 5 صفحه : 130
فقال له عبيد اللّه بن زياد: إذا كان خير الناس أما و أبا و خير عباد اللّه، فلم قتلته؟قدّموه فاضربوا عنقه!فضربت عنقه.
روح بن زنباع عن أبيه عن الغاز بن ربيعة الجرشي قال: إني لعند يزيد بن معاوية إذ أقبل زحر بن قيس الجعفي حتى وقف بين يدي يزيد، فقال: ما وراءك يا زحر؟ فقال:
أبشرك يا أمير المؤمنين بفتح اللّه و نصره، قدم علينا الحسين في سبعة عشر رجلا من أهل بيته، و ستين رجلا من شيعته، فبرزنا إليهم و سألناهم أن يستسلموا و ينزلوا على حكم الأمير أو القتال، فأبوا إلا القتال، فغدونا عليهم مع شروق الشمس، فأحطناهم من كل ناحية، حتى أخذت السيوف مأخذها من هام الرجال فجعلوا يلوذون منا بالآكام و الحفر كما يلوذ الحمام من الصقر، فلم يكن إلا نحر جزور أو قوم [1] قائم، حتى أتينا على آخرهم: فهاتيك أجسامهم مجزّرة [2] ، و هامهم مرمّلة [3] ، و خدودهم معفّرة، تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الريح بقاع سبسب، زوّارهم العقبان و الرخم [4] ! قال: فدمعت عينا يزيد، و قال: لقد كنت أقنع من طاعتكم بدون قتل الحسين.
لعن اللّه ابن سمية!أما و اللّه لو كنت صاحبه لتركته، رحم اللّه أبا عبد اللّه و غفر له.
علي بن عبد العزيز عن محمد بن الضحاك بن عثمان الخزاعي عن أبيه، قال: خرج الحسين إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد إلى عبيد اللّه ابن زياد و هو واليه بالعراق:
إنه بلغني أن حسينا سار إلى الكوفة، و قد ابتلي به زمانك بين الأزمان، و بلدك بين البلدان، و ابتليت به من بين العمال، و عنده تعتق أو تعود عبدا.