responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 131

فقتله عبيد اللّه و بعث برأسه و ثقله‌ [1] إلى يزيد، فلما وضع الرأس بين يديه تمثل بقول حصين بن الحمام المري:

يفلّقن هاما من رجال أعزة # علينا و هم كانوا أعقّ و أظلما

فقال له علي بن الحسين، و كان في السبي: كتاب اللّه أولى بك من الشعر، يقول اللّه: مََا أَصََابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاََّ فِي كِتََابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهََا إِنَّ ذََلِكَ عَلَى اَللََّهِ يَسِيرٌ، `لِكَيْلاََ تَأْسَوْا عَلى‌ََ مََا فََاتَكُمْ وَ لاََ تَفْرَحُوا بِمََا آتََاكُمْ وَ اَللََّهُ لاََ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتََالٍ فَخُورٍ [2] .

فغضب يزيد و جعل يعبث بلحيته، ثم قال: غير هذا من كتاب اللّه أولى بك و بأبيك، قال اللّه. وَ مََا أَصََابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمََا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [3] ما ترون يا أهل الشام في هؤلاء.

فقال له رجل: لا تتخذ من كلب سوء جروا.

قال النعمان بن بشير الأنصاري: انظر ما كان يصنعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم بهم لو رآهم في هذه الحالة فاصنعه بهم.

قال: صدقت، خلوا عنهم و اضربوا عليهم القباب و أمال عليهم المطبخ و كساهم و أخرج إليهم جوائز كثيرة، و قال: لو كان بين ابن مرجانة و بينهم نسب ما قتلهم: ثم ردّهم إلى المدينة.

الرياشي قال: أخبرني محمد بن أبي رجاء قال: أخبرني أبو معشر عن يزيد بن زياد عن محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: أتي بنا يزيد بن معاوية بعد ما قتل الحسين و نحن اثنا عشر غلاما. و كان أكبرنا يومئذ علي بن الحسين، فأدخلنا عليه، و كان كل واحد منا مغلولة يده إلى عنقه، فقال لنا: أحرزت‌ [4] أنفسكم عبيد أهل


[1] الثقل: متاع المسافر و حشمه.

[2] سورة الحديد الآية 22 و 23.

[3] سورة الشورى الآية 30.

[4] أحرز: حرز: صان.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 5  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست