نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 309
تكلّها، فهي شرقة بمائها، حالية بنوّارها [1] ، فبادر إلينا لنكون على سواء من استمتاع بعضنا ببعض؛ فكتب إليه:
هذه صفة لو كانت في أقاصي الأطراف لوجب انتجاعها [2] ، و حثّ المطيّ في ابتغائها؛ فكيف في موضع أنت تسكنه، و تجمع إلى أنيق منظره، حسن وجهك و طيب شمائلك!و أنا الجواب! و فصل: كتب إسحاق بن إبراهيم الموصلي إلى أحمد بن يوسف في المصير إليه و عند أحمد بن يوسف إبراهيم بن المهدي؛ فكتب:
عندي من أنا عنده، و حجّتنا عليك إعلامنا إياك.
و فصل: إنه من ظمئ شوقه من رؤيتك، استوجب الرّيّ من زيارتك. ثم كتب تحت هذا:
سر إلينا تفديك نفسي من السّو # ء فقد طال عهدنا بالتلاقي
و اجعلن ذاك-إن رأيت-جوابي # فلقد خفت سطوة الاشتياق
و فصل: إلى اللّه أشكو شدة الوحشة لغيبتك، و فرط الحزن من فراقك، و ظلم الأيام بعدك؛ و أقول كما قال بعض المحدثين:
غضارة دنيا أظلم العيش بعدها # و عند غروب الشمس يعرف فقدها
و فصل: الشوق إليك و إلى عهد أيامنا التي حسنت بك كأنها أعياد، و قصرت كأنها ساعات-يفوّت الصفاء؛ و مما يجدّده و يكثر دواعيه، تصاقب الديار، و قرب الجوار، تمم اللّه لنا النعمة المجددة فيك، بالنظر إلى الغرة المباركة التي لا وحشة معها، و لا أنس بعدها.
و فصل: مثلنا أعزك اللّه في قرب تجاورنا و بعد تزاورنا، ما قيل في أهل القبور:
هم جيرة الأحياء، أما مرارهم # فدان، و أمّا الملتقى فبعيد!