قام بخراسان حين خلع سليمان بن عبد الملك، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:
أ تدرون من تبايعون؟إنما تبايعون يزيد بن ثروان-يعني هبنّقة القيسي-كأني بأمير مزجاء و حكم قد أتاكم يحكم في أموالكم و دمائكم و فروجكم و أبشاركم.
ثم قال: الأعراب!و ما الأعراب؟لعن اللّه الأعراب!جمعتهم كما يجمع فرخ الخريق [2] من منابت الشيخ و القيصوم [3] و منابت الفلفل، يركبون البقر؛ و يأكلون الهبيد [4] ، فحملتهم على الخيل، و ألبستهم السلاح حتى منع اللّه بهم البلاد، و جبى بهم الفيء. قالوا: مرنا بأمرك. قال: غرّوا غيري.
و خطبة لقتيبة بن مسلم
يأهل العراق، أ لست أعلم الناس بكم؟أما هذا الحي من أهل العالية فنعم الصدقة، و أما هذا الحي من بكر بن وائل فعلجة [5] بظراء لا تمنع رجليها، و أما هذا الحيّ من عبد القيس فما ضرب العير [6] بذنبه، و أما هذا الحي من الأزد فعلوج خلق اللّه و أنباطه؛ و ايم اللّه لو ملكت أمر الناس لنقشت أيديهم، و أما هذا الحي من تميم فإنهم كانوا يسمون الغدر في الجاهلية كيسان.
و قال الشاعر:
إذا كنت من سعد و خالك منهم # بعيدا فلا يغرك خالك من سعد