responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 152

و لزوم الحق فيما أحببتم و كرهتم؛ فإنه ليس فيما دون الصدق من الحديث خير، من يكذب يفجر، و من يفجر يهلك، و إياكم و الفخر؛ و ما فخر من خلق من تراب و إلى التراب يعود، هو اليوم حي و غدا ميّت!فاعلموا و عدوّا أنفسكم في الموتى، و ما أشكل عليكم فردّوا علمه إلى اللّه، و قدّموا لأنفسكم خيرا تجدوه محضرا، فإنه قال عز و جل: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مََا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ مََا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهََا وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً، وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللََّهُ نَفْسَهُ، وَ اَللََّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبََادِ [1]

فاتقوا اللّه عباد اللّه و راقبوه، و اعتبروا بمن مضى قبلكم، و اعلموا أنه لا بدّ من لقاء ربكم و الجزاء بأعمالكم، صغيرها و كبيرها، إلا ما غفر اللّه، إنه غفور رحيم، فأنفسكم أنفسكم و المستعان اللّه، و لا حول و لا قوة إلا باللّه‌ إِنَّ اَللََّهَ وَ مَلاََئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ، يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً [2] اللهم صل على محمد عبدك و رسولك، أفضل ما صليت على أحد من خلقك؛ و زكّنا بالصلاة عليه، و ألحقنا به، و احشرنا في زمرته، و أوردنا حوضه اللهم أعنّا على طاعتك، و انصرنا على عدوّك.

و خطب أيضا، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:

أوصيكم بتقوى اللّه، و أن تثنوا عليه بما هو أهله، و أن تخلطوا الرغبة بالرهبة، و تجمعوا الإلحاف بالمسألة؛ فإن اللّه أثنى على زكريا و على أهل بيته، فقال: إِنَّهُمْ كََانُوا يُسََارِعُونَ فِي اَلْخَيْرََاتِ وَ يَدْعُونَنََا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كََانُوا لَنََا خََاشِعِينَ [3] ثم اعلموا عباد اللّه أن اللّه قد ارتهن بحقه أنفسكم، و أخذ على ذلك مواثيقكم، و عوّضكم بالقليل الفاني الكثير الباقي، و هذا كتاب اللّه فيكم لا تفنى عجائبه، و لا يطفأ نوره، فثقوا بقوله، و انتصحوا كتابه و استبصروا فيه ليوم الظلمة، فإنه خلقكم لعبادته، و وكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون. ثم اعلموا عباد اللّه أنكم


[1] سورة آل عمران الآية 30.

[2] سورة الأحزاب الآية 56.

[3] سورة الانبياء الآية 90.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست