responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 148

و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و[أشهد]أن محمدا عبده و رسوله.

أوصيكم عباد اللّه، بتقوى اللّه، و أحثكم على طاعة اللّه، و أستفتح بالذي هو خير.

أمّا بعد: أيها الناس، اسمعوا مني أبيّن لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا!أيها الناس: إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام، إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت، اللهم اشهد! فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى الذي ائتمنه عليها؛ و إن ربا الجاهلية موضوع‌ [1] ، و إنّ أوّل ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب؛ و إن دماء الجاهلية موضوعة، و إن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، و إن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة و السّقاية، و العمد قود [2] ، و شبه العمد ما قتل بالعصا و الحجر، و فيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية.

أيها الناس، إنّ الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، و لكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك ما تحقرون من أعمالكم.

أيها الناس، إنما النّسي‌ء [3] زيادة في الكفر يضلّ به الذين كفروا يحلّونه عاما و يحرّمونه عاما ليواطئوا عدّة ما حرّم اللّه. و إنّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السموات و الأرض، و إنّ عدّة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السموات و الأرض، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات، و واحد فرد: ذو القعدة، و ذو الحجة، و المحرّم، و رجب الذي بين جمادي و شعبان. ألا هل بلغت، اللهم اشهد!


[1] موضوع: يقال: وضع عنه الدين أي أسقطه عنه.

[2] القود: القصاص، أي من قتل عمدا يقتل.

[3] النسي‌ء: تأخير حرمة المحرم إلى صفر أيام الجاهلية.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست